في حادثة فريدة من نوعها، مرَّر موظف صغير في وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، ذي صلة قرابة بالشخص المشكو ضده، مخالفة جسيمة تتعلق بالبناء والتشييد في المحافظة الشمالية محل شكوى بلغتْ مكتب الوزير عصام خلف الذي أحال الشكوى فورا إلى مسؤولين كبار في الوزارة؛ لمتابعتها أملا في وضع حد لمشكلة أرَّقت المواطن العصفور منذ قرابة الأشهر الثلاثة.

ومما لا يدع مجالا للشك أن تجاوز الموظف الصغير لعب دورا فاق التوقعات كثيرا، حيث القاطن بجوار منزل المواطن العصفور يُمنح تصريحا يبيح له التعدي على حرمة منزل العصفور بمرأى ومسمع من الجهات المختصة سواء بلدية المنطقة الشمالية أو إدارة الطرق التابعتين إلى وزارة الأشغال والبلديات والتخطيط العمراني بعد أن قطع المخالِف شوطا كبيرا من البناء والتشييد قيد الشكوى، إذ تتقاذف بلدية المنطقة الشمالية وإدارة الطرق المشكلة، وكأن الأمر لا يعنيهم  أمام باب يفتح، وارتداد يغطى دون سماع صاحب الشكوى الذي ما انفك يهرول خلفهم دون جدوى.

ويذكر الشاكي “أن أحداث مشكلتي تداعت حين أقدم أحد الجيران بافتتاح باب خلفي، وتشييد مطبخ خارجي في محيط الارتداد دون تصريح رسمي، ولأنه - الجار - لم يجد ردعا من بلدية المنطقة الشمالية المنسحبة عن أدوارها ومسؤولياتها، فتطور الأمر إلى مواصلة العمل في المخالفة، بل لقي دعما من أطراف عدة على أرض الواقع، في حين تسمعني الجهات المختصة الوعود المعسولة تارة، وتلوذ بالصمت تارة أخرى دون التوصل إلى نتيجة”.

وأردف بالقول “لن ينتهي الموضوع ما لم يضع الوزير خلف حدا لهذه المهازل في وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط بأن يتراجع المسؤول عن أدواره، ويتقدم الصغار، ويصدرون أوامرهم، والقانون يتوارى عن الأنظار”.