+A
A-

الإصلاحات الكبرى بالسياحة تدعم السوق العقارية السعودية

أشار تقرير “أداء السوق العقارية السعودية” خلال الربع الثالث من العام 2019 الصادر عن “جيه إل إل”، شركة الاستشارات والاستثمارات العقارية الرائدة عالميا، أن إطلاق المملكة لتأشيرات السياحة الإلكترونية التي تعد إحدى مبادرات “رؤية 2030” وزيادة القدرة التنافسية للمملكة، سيسهم بدعم السوق العقارية السعودية على المدى الطويل.

وفي إطار جهودها لتنويع الاقتصاد والحد من الاعتماد على النفط، أطلقت الحكومة مشاريع سياحية ضخمة في مختلف أنحاء السعودية، والتي كان آخرها إصدار تأشيرات السياحة الإلكترونية الجديدة لـ 49 دولة؛ بهدف زيادة أعداد الزوار الدوليين. ومن المتوقع أن تؤدي هذه المبادرات الرئيسة والإصلاحات المستمرة إلى زيادة التنوع في قطاع الضيافة، ما يحفز بدوره مشاريع التطوير العقاري ويعزز فرص المستثمرين الجدد.

وقالت رئيس قسم البحوث في شركة “جيه إل إل” الشرق الأوسط وشمال إفريقيا دانا سلباق “مع زيادة انفتاح المملكة على السياحة الدولية، تتزايد التوقعات الإيجابية طويلة المدى لقطاع الفنادق خصوصا، فمن المتوقع زيادة المعروض المنتظر خلال فترة الاثني عشر شهرا المقبلة على خلفية الاستثمارات المستمرة في البنية التحتية والتطورات التي يشهدها قطاع الترفيه والسياحة”. ومن المنتظر أيضا أن يكون للتطور والتنوع في التركيبة الديموغرافية للسياح والزائرين الدوليين تأثير إيجابي على قطاع الفنادق على المدى الطويل، إذ يتطور قطاع الضيافة الذي لطالما هيمنت عليه السياحة الدينية والداخلية لاستقطاب قاعدة سياحية أكبر وأكثر تنوعا، وهو ما انعكس بدوره على المعروض المستقبلي من الفنادق، إذ زاد نصيب الفنادق والمنتجعات الفاخرة من المشاريع المستقبلية المتوقعة.

وأضافت “من المتوقع أن يؤدي الطلب المتزايد على معروض مستقبلي أكثر تنوعا من العقارات الفندقية إلى دفع الاستثمارات المستقبلية وتحفيز مشاريع التطوير العقاري واسعة النطاق من قبل القطاعين العام والخاص. ويحتمل أن يؤدي التدفق المتوقع للسياح الدوليين إلى زيادة الإنفاق في قطاعي التجزئة والترفيه وتحفيز خلق فرص العمل”.

تحسن معدلات الإشغال بالفنادق

وشهدت الفنادق في الرياض خلال هذا الربع تحسنا في معدلات الإشغال لتصل إلى 54 % في الفترة من بداية العام 2019 حتى شهر أغسطس مقارنةً بنسبة 52 % في الفترة نفسها من العام الماضي، بينما انخفض متوسط أسعار الغرف اليومية بنسبة 9 % ليسجل 155 دولارا (581 ريالا سعوديا) في الفترة من بداية العام 2019 حتى شهر أغسطس. ومن المتوقع أن تحفز فعاليات موسم الرياض المزيد من النشاط في هذا القطاع. وفيما يخص جدة، انخفضت معدلات إشغال الفنادق انخفاضا طفيفا لتصل إلى 60 % في الفترة من بداية العام 2019 حتى شهر أغسطس مقارنةً في الفترة نفسها من العام 2018. وفي الوقت نفسه، استمر متوسط أسعار الغرف اليومية وإيرادات الغرف المتاحة في التراجع. ومن المتوقع إنجاز العديد من الفنادق بحلول نهاية العام.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للشركة تيري ديلفو “نشهد تحولا كبيرا لقطاع السياحة في المملكة في ظل الإصلاحات الاقتصادية الجديدة التي تفتح الأبواب أمام رجال الأعمال والسياح من جميع أنحاء العالم. ويحفز هذا المناخ المتطور موجة من فرص الاستثمار والتطوير المستقبلية، ويخلق حالة من الزخم في قطاع الضيافة خصوصا، وسوق العقارات عموما”.

وعلى صعيد آخر، واصلت أسعار البيع ومعدلات الإيجار في قطاع الوحدات السكنية تراجعها خلال هذا الربع، وإن كان التراجع طفيفا للغاية، إلا أنها تشير إلى مزيد من المؤشرات بأن السوق قد اقتربت من أدنى نقطة لها في دورتها. وعلى الرغم من التراجع في الأداء، لا تزال نظرتنا على المدى الطويل إيجابية، إذ من المتوقع أن تساهم الديناميكيات الحالية مبادرات الإسكان التي تعالج النقص في القدرة على تحمل التكاليف.