+A
A-

كيف تتصرف إذا شاهدت شخصًا يضرب امرأة في الشارع؟

عندما طرحنا هذا السؤال على شريحة من المواطنين :”كيف تتصرف حين تشاهد شخصًا يعتدي بالضرب على امرأة.. في الشارع أو في مجمع تجاري أو في أي مكان؟”، كانت بعض الإجابات من الشدة بحيث إنك تشعر بغضب كبير لا حد له، يصل مداه في إجابات البعض إلى “تلقين المعتدي درسًا لن ينساه”، أو من قبيل “أوقفه عند حده ولو بالضرب المبرح حتى لو أدخلني هذ الأمر السجن”، فيما البعض الآخر يميل إلى تهدئة الوضع ومنع المعتدي بالكلام الطيب مع حق المعتدى عليها في تقديم شكوى لدى أقرب مركز للشرطة وفق القانون.

مشاهد مؤسفة 

في الغالب، نقرأ في استطلاعات وتحقيقات وتقارير ومقابلات الصحافة عن الجانب الشرعي والقانوني حيال الاعتداء على جسم الغير، وكذلك حكم الشرع فيما يتعلق بضرب المرأة الناشز، وأيضًا، نصوص قانون العقوبات الموقعة على المعتدين في مثل هذه الحالات، لكن هذا التقرير يأخذ جانبًا آخر وهو كيفية وردة فعل من يشاهد موقفًا كهذا.. وربما لا يمكن اعتبار “الاعتداء على النساء” ظاهرة في المجتمع البحريني لكنها تحدث بين حين وآخر، وحدوث واقعة واحدة وانتشارها في وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات “الواتس أب” كفيل بإثارة الحنق والغضب، فقد انتشرت في الآونة الأخيرة مشاهد مؤسفة في قنوات اليوتيوب مثلًا، ومن مختلف الدول العربية والخليجية، ومنها ما حدث في مجمع تجاري بمملكة البحرين عندما اعتدى أحد الأشخاص على امرأة وانتشر المقطع بشكل كبير جدًا في شبكات التواصل الاجتماعي، فيما المشاهد التي يتداولها الناس عبر رابط اليوتيوب والمواقع الإلكترونية فهي كثيرة، ومؤسفة ومثيرة للغضب حقًا، حتى أن برنامج “الصدمة” الشهير، طرح الموضوع في إحدى حلقاته لتظهر “سلبية” الكثيرين من المارة ممن اكتفوا بالمشاهدة فقط، وأظهرت أيضًا مواقف من رفض وأوقف المعتدي عند حده.

انعدام الرجولة

ومن باب المثال، بالنسبة للمجتمع البحريني، فقد حكمت محكمة الاستئناف العليا الشرعية بتطليق بحرينية من زوجها للضرر بعد أن قام بضربها في الشارع العام أمام وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، وسبها وسرقة هاتفها، وألغت المحكمة حكم إثبات نشوزها وإلزامها بالعودة لبيت الزوجية الذي تركت فيه ثلاثة بنات وولد للزوج حيث أدين بضربها وحكم عليه بالحبس، لهذا، فإن هذه المشاهد تعد خروجًا عن المألوف في المجتمعات العربية والإسلامية، وعن عادات وتقاليد هذه المجتمعات، وفي هذا الصدد يقول المواطن محمد فهد الدوسري أن من يعتدي على امرأة سواء كانت مواطنة أم أجنبية، فهذا شخص انعدمت لديه الرجولة، وليس هذا من صفات الرجال، ويحتاج من يعتدي إلى إعادة تأهيل بعدة طرق ومنها أن ينال عقوبته وفق القانون، ونحن في الحقيقة لم نعتد على مشاهدة هذه المناظر، ولكن في حال وقوعها، لابد أن نبادر بالتي هي أحسن، وفي حال إصرار المعتدي، فلابد من أن يتم ردعه فهذا جزء من الحفاظ على نقاء وطيبة وأخلاق أهل البحرين، ولا نسمح أبدًا بمثل هذه السلوكيات المريضة.

“امرأة تستغيث”!

ولا يختلف رأي المواطن السيد محمد الصفار عن رأي الدوسري، ويصنف من يقوم بهذا الفعل المشين في “قائمة البهائم”، فليس هذا فعل الناس المحترمين، ولا شك في أننا نشعر بالأسى والأسف والغضب في آن واحد حين نشاهد مقاطع تنتشر من هنا وهناك لنشاهد شخصًا فقد معاني الرجولة ليعتدي على فتاة أو امرأة بالضرب، ولعلني أشير إلى أن الغريب في تلك المقاطع، أنك تشاهد بعض “الرجال” يتفرجون دون أن يحركوا ساكنًا! نعم، لا ندعو للمبادرة بتعنيف المعتدي بل بمنعه وإذا تمادى فلابد من ردعه بالقوة، فأي إنسان محترم لا يمكن أن يشاهد امرأة أو فتاة تصرخ وتستغيث ويقف ليتفرج، ومن وجهة نظري، فإن أمثال هؤلاء يعانون من اضطرابات ومشاكل نفسية، ولابد من معاقبتهم حسب ما ينص عليه القانون في هذه الحالات، ثم العمل على علاجهم وتأهيلهم حتى لا يصبحوا مصدر خطر على الناس.

تشديد العقوبة

ولم يغفل المشرع البحريني عن تشديد العقوبة في حالة الاعتداء على جسم الغير، فقد سن عقوبات رادعة من أجل سلامة واستقرار وأمن الفرد والمجتمع، والقانون البحريني يعاقب بالحبس أو الغرامة في حالات الاعتداء البسيط الذي لا يترتب عليه مرض أو عجز عن الأعمال الشخصية مدة 20 يوما، كما يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنة أو الغرامة التي لا تتجاوز 100 دينار كل من اعتدى على سلامة جسم الغير بأية وسيلة وأفضى إلى مرضه أو عجزه عن أعماله الشخصية مدة تزيد على 20 يوما، ويعاقب بالسجن مدة لا تزيد على 7 سنين من اعتدى على سلامة جسم الغير بأية وسيلة ولم يقصد من ذلك قتلا ولكنه أفضى إلى الموت أو من أحدث بغير عمد عاهة مستديمة، وهنا، يرى المواطن حسين حسن صالح المسجن أن إنزال العقوبة على من يقوم بالاعتداء على الناس، سواء كانت نساء أم غيرها من الفئات في المجتمع، يسهم في ردع المتجاوزين وذوي السلوكيات العدوانية، وحين نشاهد مثل هذه المواقف، علينا إيقاف المعتدي ولو بالقوة إلى حين اتخاذ الإجراءات القانونية حياله، لكن السكوت عنه وعن أمثاله، سيكون له انعكاس سيء وقد يسهم في انتشار هذه التصرفات المرفوضة في كل المجتمعات الإنسانية.