+A
A-

في بر الصخير... “الشغل شدان” والمنافسة “غير شكل”

في الفترات الصباحية، لاسيما أيام الجمعة والسبت أو الإجازات، وكذلك، وبشكل أكثر نشاطا، في الفترات الليلية... يمكن مشاهدة مجموعات من الشباب وهم يعملون في تمهيد الأرض ونصب الخيام وتركيب المرافق لمخيماتهم؛ استعدادًا لموسم التخييم لهذا العام، والذي بدأ فعليًا وبشكل رسمي منذ تاريخ 11 نوفمبر ويستمر حتى 17 من مارس 2019 وفق إعلان المحافظة الجنوبية لموسم البر 2018 /‏ 2019.

أصوات المولدات الكهربية بمختلف أحجامها تدور في أكثر من موقع، المصابيح الكبيرة سواء تلك الموضوعة على الأرض أو المثبتة على أعمدة حديدية أو خشبية تضيء المكان بشكل كاف، فيما النار تشتعل في الحطب في زاوية ما وحولها التف، أو سيلتف الأصدقاء بعد انتهاء العمل لتجاذب أطراف الحديث في لحظات سمر يعشقها رواد البر.

ويبدو واضحًا التزام المخيمين بالاشتراطات التي وضعتها المحافظة الجنوبية والجهات المختصة، في دلالة على الوعي بتوفير متطلبات ومعايير السلامة والأمان للجميع لقضاء موسم لا تكدره أية حوادث مؤسفة، ولضمان الراحة لجميع المرتادين سواء من المخيمين أم من الزوار.

الاشتراطات التنظيمية ممتازة

مع مجموعة من أصدقائه، أنزل “السيد عمار السيد فضل” كمية من الأخشاب من شاحنة ذات ست عجلات، وسياج قماشي متين “سناح” وبالطبع، كان العمل منظمًا بوجود مخطط هندسي على ورقة لمرافق المخيم.

يقول السيد عمار: “الشغل شدان يا اللخو.. هذا العام بدأنا في تجهيز مخيمنا متأخرين نوعًا ما، فعادة ما نبدأ بعد إعلان بدء الموسم بنحو أسبوع أو أسبوعين، ونحن اليوم في أواخر شهر ديسمبر، لكن المخيم سيجهز في غضون يومين”.

ويشير إلى أن الاهتمام بإعداد مخيم متكامل لا يقتصر على توفير متطلبات الأصدقاء من الشباب فقط، ففي بعض أيام وليالي الموسم، يتم تخصيص المخيم لعوائلنا، فكل واحد من الأصدقاء يختار الوقت الذي يناسب عائلته، لذلك، نحن نهتم بأن يكون مخيمنا متكاملا من ناحية توافر سبل الراحة والاستمتاع بالتخييم.

ويثني السيد عمار على الإجراءات والاشتراطات التنظيمية التي وضعتها المحافظة الجنوبية وبلدية المنطقة الجنوبية وكذلك الجهات الأمنية والجهات المختصة، وهي خدمات مجانية مميزة، وبهذه المناسبة، نتقدم بجزيل الشكر والتقدير والامتنان إلى سمو محافظ الجنوبية الشيخ خليفة بن علي آل خليفة وكل المسؤولين في المحافظة، وكذلك في بلدية الجنوبية والدفاع المدني وشركة النظافة.

ويعبر عن ثقته بأن الغالبية العظمى من المرتادين يلتزمون بالاشتراطات، وهذه الاشتراطات التنظيمية أسهمت خلال السنوات القليلة الماضية في تطوير الخدمات من مختلف الجوانب، وانخفضت الكثير من المشكلات التي كنا نعانيها قبل عشر أو خمس عشرة سنة، فالموسم اليوم أفضل بكثير، والشكر لجميع المسؤولين الذين أولوا اهتمامًا بالموسم، وكذلك لمرتادي البر سواء من المواطنين أم المقيمين.

أرضية ممهدة وسهلة الوصول

خارج المخيم بعد نصبه، قضى عبدالرحمن محمد وقتًا في ممارسة الرياضة الصباحية في أجواء جميلة، ويقول إنه وأصدقاؤه وعائلته اعتادوا على التخييم منذ سنوات، إلا أن هذا الموقع لمخيمهم يختارونه لأول مرة في منطقة العمر، وقد تأخروا فعلًا في تجهيز المخيم بسبب التركيز على اختيار الموقع الملائم وهذا ما حصل، فالموقع يتمتع بأرضية ممهدة ومن السهل الوصول إليه.

واوضح أن الوضع في هذه الفترة، أي قبل أن يبدأ الموسم فعليًا مع إجازة منتصف الفصل، يعتبر جيدًا وها أنت ترى بعض المخيمات مفتوحة، ويحضرها أصحابها في الإجازة الأسبوعية، وكذلك في الفترات المسائية، حيث المشهد أجمل.

حليب بالهيل والزنجيل

على أنغام موسيقى هادئة، استرخى يوسف الصايغ على أريكة خارج الخيمة يتشمس في الصباح الباكر، واستقبلنا بكل ترحيب وهو يشير إلى أن “الحليب الحار بالهيل والزنجيل” سيكون جاهزًا بعد دقائق، وبهذه الضيافة، يتحدث الصايغ بسرور، قائلا: “أنا مبيت من البارحة ومستانس.. هذا أول موسم لي وأنا متقاعد والأمور طيبة”، فهذا المخيم لصديق له وقد جُهِّز قبل نحو شهر ويأتي هو والأصدقاء والعائلة في الفترات المسائية أغلب الأحيان، إلا أنه جاء البارحة؛ لأن المخيم شاغر.

ويحب الصايغ موسم البر كثيرًا كما هو حال الكثير من أهل البحرين كما يرى، فهذا الموسم من أجمل المواسم الاجتماعية والترفيهية في السنة، ومع أنه يعبر عن الانزعاج من الكثير من الممارسات التي تحدث طوال الموسم لاسيما من جانب فئة الشباب كاستخدام الدراجات النارية و”الدبابات ذات العجلات الأربع”، وإزعاج الموسيقى الصاخبة، لكنه يرى أن ذلك أمر طبيعي بالنسبة للشباب ومن حقهم أن يستمتعوا مع الاعتبار لراحة الآخرين، وفي الواقع، أن الكثير منهم ينصاع ويستجيب حينما نطلب منهم أن يراعوا الآخرين.

إعداد سور المخيم لم يكن صعبًا بالنسبة لمحمد عبدالله عبدالرحمن وصديقه سلمان وبعض الأصدقاء الذين أخذوا قسطًا من الراحة في المخيم، فقد تم الانتهاء من نصب المخيم ومرافقه ولم يتبق إلا القليل، ويرى “محمد” أن العمل بدأ منذ الحصول على الترخيص في موقعهم الحالي، ويلفت إلى أن كل الجهات المعنية بالموسم متعاونة وتقدم خدماتها منذ بدء التاريخ الرسمي للموسم. المسؤولون بالمحافظة والبلدية والشرطة والدفاع المدني يتجولون بشكل مستمر ويقدمون المساعدة، ومع أن الموسم “لم يشتد” حتى الآن، ولكنك تستطيع أن تزور مختلف المناطق ليلًا وتجد الكثير من المخيمات تستضيف زوارها.

تقسم مناطق البر

في المواسم الماضية، انتعشت حركة المناطق التجارية، حيث المحال التي تقدم مختلف الخدمات من المطاعم حتى توفير الأجهزة بل وحتى بيع الحطب، ولهذا تم تخصيص مناطق تجارية على انتشار البر مقسمة إلى عدة أقسام، وهي: منطقة عامة، منطقة عائلات، منطقة شركات، منطقة تجارية، منطقة ترفيهية، منطقة محظورة، منطقة منخفضة معرضة للغرق والسيول، منطقة تجميع قمامة ومخلفات، علاوةً على ذلك، فإن عددًا من المواطنين، أفرادًا ومؤسسات، بدأوا في تقديم خدمات المخيمات الجاهزة التي يترواح سعر تأجيرها ما بين 20 إلى 120 دينارًا، فهناك أسعار تتراوح بين 20 إلى 60 للأيام العادية حسب مستوى ونوعية مرافق وخدمات المخيم، وهناك أسعار لإجازة نهاية الأسبوع تتراوح بين 50 إلى 120 دينارًا.

مخيمات جاهزة والحجوزات نشطة

وهذا النشاط تطور بشكل واضح من ناحية المنافسة، حتى أن بعض المخيمات يمكن وصفها بأنها من فئة “خمسة نجوم”، فهي توفر خدمات فاخرة كالخيام المتعددة الأعمدة والمجالس وأماكن النوم ودورات المياه الجيدة “فايبر جلاس”، إضافة إلى المطابخ المجهزة وطاولات وكراسي الطعام وأجهزة التلفاز والريسيفر، والدي في دي، ناهيك عن أنظمة الإضاءة التجميلة ومواقف السيارات، وملاعب لكرة القدم والطائرة ومرافق لعب الأطفال، والجلسات الخارجية وحفر النار وأماكن الشواء وبعضها يوفر حراسة خاصة للمخيم.

ولكن ماذا عن الإقبال على هذه المخيمات؟ يجيب “ماهر الشيخ”، وهو يعمل في هذا النشاط منذ خمس سنوات أن الإقبال جيد وتصل الحجوزات في بعض الأسابيع، خلال إجازة منتصف الفصل، إلى 100 بالمئة، فهناك الكثير من المواطنين والمقيمين ليس لديهم مخيماتهم الخاصة، فيستأجرون المخيمات الجاهزة، إضافة إلى بعض الشركات والمؤسسات التي تنظم لقاءات اجتماعية لموظيفها، تبادر للاستئجار.

 

اشتراطات موسم التخييم

أعلنت المحافظة الجنوبية عن بداية موسم البر 2018 -‏ 2019، وذلك اعتبارا من تاريخ 17 نوفمبر ‏2018 ولغـاية 17 مارس 2019، وبهذه المناسبة نرحب بكافة المخيمين ومرتادي البر، ومن منطلق الحرص على تحقيق أفضل وأقصى معايير السلامة والأمان لهم، تؤكد المحافظة الجنوبية والجهات المختصة على ضرورة مراعاة الاشتراطات التالية:

في حال تأجير مخيمك من دون تصريح من الجهات المختصة سيتم اتخاذ إجراءات قانونية بحق صاحب المخيم والمستأجر. ولا يسمح بتأجير المخيم من غير تثبيت اليافطة (مخيم إيجار)، وفي حال فقدانها يتم تعطيل المخيم فورا، وإبلاغ مركز خدمات البر. كما يمنع تأجير المخيم دون أخذ الموافقة المبدئية من مركز خدمات البر عن طريق ملء الاستمارة الخاصة بالمستأجر (طلب موافقة تأجير) وتدوين كافة بياناته والغرض من التأجير، والالتزام بجميع شروط الجهات المعنية مع الاحتفاظ بسجل للمؤجرين وبياناتهم الشخصية للرجوع إليه حين الحاجة لذلك.

يجب على المُخيم ملء استمارة تسجيل المخيمين وتسليمها لمركز خدمات المخيمين ومتابعة شؤون البر، واستلام الملصق والرقم قبل البدء في نصب المخيم وتثبيته في مكان واضح وبارز، على ألا يقل عمر مقدم وصاحب الطلب عن 21 سنة، ويمنع في جميع الأوقات تواجد الشباب أو الرجال من دون عائلاتهم في المناطق العائلية، وسيتم إزالة أي مخيم غير مسجل أو مخالف للاشتراطات، وتحميل صاحبه جميع النفقات المترتبة على ذلك.

يتحمل المُخيم كامل المسؤولية دون تحميل أي طرف أو جهة من الجهات المسؤولية عن أية حوادث أو خسائر في ناتجة عن عمليات التنقيب أو الإنتاج أو الاستكشافات النفطية أو غيرها.

لا يجوز حجز مكان مسبق للخيام والمخيمات سواء عن طريق التسوير أو تثبيت العلامات أو الأعمدة أو غير ذلك قبل بدء موسم البر رسميا، كما يمنع تشجير المخيم.

يحظر مزاولة أي نشاط أو تجمع سياسي أو خيري أو ثقافي أو تنافسي أثناء موسم البر إلا بموافقة من الجهات المختصة، بالتنسيق مع مركز المخيمين، كما يمنع رفع الأعلام على المخيمات ما عدا علم مملكة البحرين.

يمنع إقامة المساجد والمصليات في مناطق البر إلا بترخيص من وزارة العدل والشؤون الإسلامية، بالتنسيق مع مركز المخيمين؛ وذلك حفاظا على قدسية ونظافة دور العبادة.

على المخيمين اتباع الإرشادات واللافتات الموضوعة في منطقة البر سواء التثقيفية أو التحذيرية أو غيرهما.

على المخيمين الالتزام باحتياطات الوقاية والسلامة في الخيام، وتوفير طفاية حريق وصندوق للإسعافات الأولية، وعدم استعمال النار المكشوفة أو المواقد داخل الخيام وتوفير مكان مستقل للطبخ، وعدم تخزين مواد قابلة للاشتعال، كما يمنع استخدام سعف النخيل في المخيم.

على المخيمين الابتعاد عن نصب الخيام في المنحدرات أو أماكن تجمع مياه الأمطار والسيول أو أسفل الهضاب أو فوق المرتفعات الجبلية وعدم نصبها في المناطق المحظورة أو بالقرب من الأنابيب وإقامة المعابر فوقها، وأن يبتعدوا بما لا يقل عن 150 مترا عن موقع آبار النفط والغاز وما لا يقل عن 50 مترا عن شبكات الأنابيب والكهرباء ذات الضغط العالي، كما يجب الابتعاد عن المخيمات الاخرى بما لايقل عن 10 أمتار، ولمركز المخيمين الحق في تحديد المسافات إذا اقتضى الأمر ذلك.

ألا يكون المخيم بالقرب من الطرق الرئيسة، وأن يبتعد عن هذه الطرق بما لا يقل عن 50 مترا وبما لا يقل عن 10 أمتار من الطرق الفرعية.

على المخيمين التقيد بمراعاة السلوك والآداب العامة، وعدم إزعاج الآخرين، كما يمنع استخدام مكبرات الصوت، وتمنع كتابة العبارات غير اللائقة على المخيمات.

المحافظة على نظافة البر بعدم رمي القمامة، وجمعها في أكياس ووضعها في الأماكن المحددة بالطرق الرئيسة حتى يسهل نقلها كما يمنع حرق المخلفات سواء أثناء أو بعد انتهاء موسم البر.

يحظر إقامة مبان من الطوب أو الإسمنت، أو تشييد مرافق وجلسات (سيم) بارتفاع يتعدى مترا واحدا من مستوى سطح الأرض، كما يمنع وضع حواجز في المواقع وخاصة البراميل والإطارات والأسوار، ولا يسمح بجلب الكبائن إلا بترخيص مسبق من بلدية المنطقة الجنوبية، وألا تتجاوز مساحة المخيم 900 متر مربع كحد أقصى أي 30×30 مترا وما يعادله.

لا يسمح بإقامة الزرائب أو الحظائر لأي غرض، كما لا يسمح بجلب أي نوع من أنواع الحيوانات، ويحظر صيد أو قتل أو المساس بالحيوانات والطيور والكائنات الفطرية البرية أو بيضها أو أعشاشها أو ملاجئها.

يحظر على المخيمين ومرتادي البر ممارسة أي عمل من شأنه إلحاق الضرر بالبيئة والحياة الفطرية سواء بالقطع أو الاقتلاع أو الإتلاف للأشجار والنباتات البرية، أو تجريف الأرض بواسطة المعدات الثقيلة وفرشها بالغبرة أو الكنكري أو الصبان ويحظر كذلك صب أرضيات الخيام والسفلتة، وفي حال عدم الالتزام سيتم اتخاذ إجرائات قانونية من قبل الجهات المعنية.

على الراغبين بممارسة نشاط تجاري خلال موسم البر التقدم بطلب ترخيص إلى قسم تراخيص البناء في إدارة الخدمات الفنية ببلدية المنطقة الجنوبية وذلك قبل موسم البر، وينطبق ذلك أيضا على الباعة الجائلين. بشرط الابتعاد بما لا يقل عن 50 مترا عن أقرب طريق أو شارع أو تقاطع، مع الالتزام بشروط الجهات المعنية.

سوف يتم إزالة الخيام وملحقاتها أثناء موسم البر أو بعده وذلك في حال عدم الالتزام بالاشتراطات، كما لا يحق للمُخيم المطالبة باسترجاعها إلا بكتاب خطي موجه إلى مركز المخيمين ومتابعة شؤون البر، وفي حال الموافقة سوف يتحمل صاحب المخيم جميع النفقات المترتبة على ذلك علما بأنه سيتم مصادرتها في حال عدم المطالبة باسترجاعها في الفترة القانونية ومدتها شهر من تاريخ الإزالة.

على المخيمين إزالة الخيام وملحقاتها بعد تاريخ 17 مارس ‏2019 وإلا سيتم إزالتها بواسطة الجهات المختصة وتحميل أصحابها جميع النفقات التي ستترتب عليها.