+A
A-

النامي: شبكات التواصل الاجتماعي تحرك الرأي العام العربي

استضافت جمعية الصحفيين مساء أمس الأول بمجلسها الشهري، الكاتب والمحلل السياسي الكويتي مشعل النامي، في ندوة سياسية موسعة قدم ورقتها بعنوان “الإعلام وأزمات المنطقة” وبحضور سياسي وإعلامي واسع.

ورحب رئيس جمعية الصحفيين مؤنس المردي بالضيف الكريم والحضور، مؤكدًا أن الجمعية كانت وستظل بيت الصحافة البحريني، ومنارة مشعة للتنوير، ولتعزيز اللحمة الوطنية، وتقوية أواصر الجسم الصحافي.

بدوره، أكد النامي أن الإعلام الخليجي والعربي لا يؤدي المهمات المطلوبة على أكمل وجه، قائلا “هناك قصور على مستوى التأثير، وتغيير القناعات، وتوجيه الرأي العام نفسه، ولأسباب سياسية ومهنية ومادية”.

وبين أن هذا الضعف تبين وبوضوح أثناء ما سمي “الربيع العربي”، بخلاف قناة الجزيرة التي تمتلك الأهداف والأدوات القذرة لتحقيق رسالتها الإعلامية التدميرية، مضيفًا “الإعلام العربي لا يحرك الرأي العام، ما يحركه بواقع الأمر هو وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة”.

وللاستدلال على ذلك قال النامي “في العام 1919 أقر الكونجرس الأميركي قانون منع الخمور، وبقناعة من الدولة بأن هذا القرار هو لصالح الشعب، لكن الشعب الأميركي لم يتقبل القانون، وحاربه بشدة ولم يضف عليه الشرعية، واستمر الكثير من الأميركان على هذا النهج حتى العام 1933، حيث خرجت خلال هذه الفترة عصابات آل كابون والعصابات المنظمة لتهريب الخمور، الأمر الذي ولد البيئة السلبية داخل المجتمع الأميركي نفسه، وحين نبحث عن الأسباب سنجد أن وسائل الإعلام الأميركية لم تمهد الأمر بالشكل الصحيح، ولم تستمل الرأي العام، وعليه كانت النتائج بالغة الضرر، حتى إلغاء القانون”.

وقال “ذات الأمر بسوريا، حين يرى الشعب أن الحكومة لا تمثله أبدًا، لغياب القناعات، وعليه فإنه - وبالغالب - تسعى الأنظمة الفاسدة لتسويغ آرائها وأفكارها وتوجهاتها عبر وسائل الاعلام، وباعتبار أن الإعلام من يصنع الحدث ويضخمه، ومن يصغر الأمر أيضًا”.

وأردف النامي، وسط اهتمام الحضور “كل الاختراعات التي غيرت من شكل البشرية لم تكن متوقعة، كالكهرباء، والمحركات، والإنترنت والتلفون، كما أن التكهن بما سيحدث للبشرية مستقبلا غير معلوم، لكن البشر تمكنوا من الحصول على تقنيات حديثة زودتهم بالوفرة المعلوماتية، والتي أوجدت لهم الحق في الحصول على المعلومة، وهو أمر لن يتنازلوا عنه أبدا”.

وقال “هناك قنوات تبث الكراهية من لندن (أبو منتصر البلوشي، ياسر الحبيب)، وتقدم خطاباً ممنوعاً بالقوانين الإنجليزية نفسها، وبهدف تدويل الصراع السني الشيعي وتعميمه، لتعميق الشق، والصراع، وبظل غياب إعلامي عربي واضح لمواجهة هذه التيارات المدمرة، وعليه فلابد من أن نبادر بمعالجة هذه المشاكل، وألا تكون الحلول بالغرف المغلقة، بل أن تدرس قضايا محاربة التكفير بالمدارس، وأن يوضح للنشأة التفسير الخاطئ للجماعات التكفيرية بمختلف القضايا الجدلية؛ لأن عدم مناقشة هذه القضايا سيولد الفكر الخطأ وستكون فرصة النقاش والتنظير للأشخاص الخطأ”.

وأردف “الإعلام العربي لم يجار العصر الحديث، وهو أمر فتح الأبواب على مصراعيها لمن لا يفقه بالشأن السياسي من شيء، وهو ما أوجد القضايا الخلافية، وعمقها، لكن الصحف ما زالت إلى يومنا هذا المصدر الرئيس للمعلومات، وعليه فلا يزال هناك الفرصة لاستعادة دورها المسؤول والمطلوب”.

وقال النامي “هناك إشكالات تولدت وتجذرت، حين أضحت سيادة الأمر لدى شبكات التواصل الاجتماعي، منها تغير بعض المفاهيم، كأن ينظر للديمقراطية على أنها الحل الأمثل للفساد، وهو أمر غير صحيح، فالأولى آلية للحكم، والثانية أمر جنائي، وكذلك القناعة بأن التغيير هو المطلوب، وليس التطوير، مطالب إسقاط الأنظمة مثالا”.