+A
A-

استئصال “المرض الانتحاري”... إنجاز طبي في “حمد الجامعي”

بدور المالكي من المحرق

سجل مستشفى الملك حمد الجامعي إنجازا جديدا وغير مسبوق بالمنطقة، حيث تمكن فريق طبي جراحي متخصص برئاسة استشاري التخدير وعلاج الآلام بمستشفى حمد الجامعي ظافر الخضيري من إجراء “جراحة غير تقليدية”؛ لإنهاء معاناة مواطن بحريني في الخمسين من العمر استمرت أشهرا، وأفقدته القدرة على مزاولة حياته العادية، وذلك بالاستغناء عن عملية فتح الجمجمة الكبيرة والمعقدة التي كانت تجرى سابقا لعلاج مثل هذه الحالات بعد تشخيصها، حيث استخدم الجراح العلاج بتقنية “الموجات الحرارية” المتطورة من خلال إجراء تدخل جراحي وشعاعي، بإدخال إبرة طبية “طويلة وخاصة” للوصول إلى مكان الألم في “جمجمة الرأس” و”كي” المنطقة المسببة للألم، من دون إجراء فتح جمجمة الرأس، والتي تعد من العمليات الجراحية الطويلة جدا، والتي يصاب فيها المرضى بمضاعفات خطيرة.

وعانى المريض الذي غادر المستشفى في اليوم الثاني للعملية مباشرة لفترة طويلة من الآلام المبرحة بسبب “العصب الخامس” بالوجه، والتي اضطرته لترك عمله فترة، والعزوف عن حياته العائلية؛ بسبب الأدوية التي كانت تصرف له لتخفيف الألم، وهي عبارة عن مسكنات ومهدئات، والتي ترتفع “جرعتها” حتى وصلت إلى جرعات كبيرة جدا من “المورفين” وغيرها، وكانت تعمل عمل المخدرات في جسمه، فلا يجد إلا الاستسلام للنوم الطويل كملجأ لتخفيف حدة الآلام التي كانت، وكما يقول وكأنها “طلقات من الرصاص” توجه إلى وجهي، وتمكن المريض من العودة للحياة الطبيعية في اليوم الثاني من إجراء الجراحة. وصرح الخضيري في تصريحات لـ “البلاد” على هامش إجراء العملية بالقول: حضرت زوجة المريض، وزوجها على كرسي متحرك، حيث تم إدخاله فورا للطوارئ.

وأردف وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، وجدت أنه يعاني التهاب “العصب الخامس” الشديد بالوجه، وبعد إجراء الفحص الشعاعي، قررت فورا إجراء الجراحة، والتي استغرقت داخل غرفة العمليات من 45 إلى 60 دقيقة، ومن خلال الأشعة، حيث قمت بإدخال الإبرة الخاصة للوصول إلى مكان الالتهاب، ثم تسليط أشعة “الموجات الحرارية”؛ لتحفيز العصب كهربائيا ليعود لعمله مرة أخرى ليخف الألم تلقائيا بعد الجراحة، والتي لم يتم خلالها أي فتح جراحي.  وقال استشاري معالجة الألم إن مستشفى الملك حمد الجامعي هو المرفق الطبي الوحيد في المملكة الذي يقوم بإجراء مثل هذه الجراحة بالبحرين، موضحا أن المستشفى ومنذ انطلاقه أجرى 14 عملية جراحية مماثلة تمت بنجاح، مضيفا أنه قام بإجراء 38 حالة بالمملكة العربية السعودية، حيث كان يعمل، قبل التحاقه بالعمل في مستشفى الملك حمد الجامعي منذ انطلاق العمل فيه.  من جانبه، أكد قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة أن حالة المريض تعد من الحالات الحرجة والصعبة بالتشخيص، مؤكدا ان الإمكانات والخبرات التي يضمها المستشفى حاليا لا تتوفر إلا في مستشفيات قليلة حول العالم.

حبوب مهدئة

المواطن “أبو عبدالرحمن” الذي أجريت له الجراحة، موظف في أحد وزارات الدولة، وقد وصف تجربته لـ “البلاد” بالقول: لقد عانيت وعانت أسرتي كثيرا من الألم “المبرح”، حتى نصحني الأطباء، بالتوجه الى طبيب أسنان، فربما هناك يكمن سبب الألم، ويضيف وبالفعل ذهبت لأحد الأطباء المعروفين، وبعد إجراء الفحوص، شخص سبب الألم بالعصب الخامس، وأن علي أن أجد طبيبا مختصا بعلاجه؛ لان كثيرا من الأطباء يخلطون بين أعراضه، وأعراض بعض الأمراض الأخرى.

وتمسك مريم القعود “أم عبدالرحمن”، وهي موظفة متقاعدة، الطرف الآخر للقصة، وتقول لـ “البلاد” كنت قلقة جدا أنا وأبنائي على زوجي الذي كان يذوب امامنا من الألم، وبعد تشخيص الحالة، قمت بالتواصل مع أطباء في مصر وألمانيا وعدد من الدول الأخرى؛ لمعرفة علاج لزوجي، حتى عرفت أن طبيبا كان يعمل بالرياض، هو المؤسس لقسم علاج الألم، ولكنه انتقل ويعمل حاليا في مستشفى الملك حمد، رئيسا لقسم علاج الألم الذي أسسه، وبالفعل اتجهنا للمستشفى من خلال الطوارئ مساء، الذي قرر فورا إجراء الفحوصات الإشعاعية اللازمة، وإجراء العملية، واصفا زوجي إياها بالبسيطة وأنها تمت من دون ألم.