+A
A-

خبيرة علم النفس الأسرة لـ “البلاد”: أطفال الخليج الأكثر حرمانًا من الأنشطة الخارجية

كشفت مستشارة علم نفس الأسرة، والخبيرة في شؤون التربية سارة رسمي، أن الأطفال في دول الخليج هم أكثر أطفال العالم حرمانًا من الحركة واللعب واللهو، أو القيام بأنشطتهم التي يحتاجونها في مثل أعمارهم، وخصوصًا مع درجات الحرارة المرتفعة صيفًا التي تمنعهم من القيام بالأنشطة الخارجية، مشيرة إلى أن هذا الوضع يدفع الأطفال في الخليج والبحرين بشكل عام، لزيادة ساعات استخدام الأجهزة الذكية ومشاهدة التلفاز مقابل انخفاض معدل ممارسة الأنشطة الخارجية وخصوصًا خلال أشهر الصيف الحارقة، موضحة أن هذه العادات والتغييرات تساهم بمجملها في اتباع نمط حياة خامل قلّما يحفز النشاط الذهني، والذي قد يدفع الأطفال إلى الانطواء والعزلة والذي يؤثر بدوره مستقبلا في تكوين الشخصية لدى الأطفال.

واقترحت مستشارة علم نفس الأسرة وخبيرة شؤون التربية في تصريحات لـ”البلاد” على الأهالي ممارسة أنشطة داخلية لأبنائهم، لصرف ما لديهم من طاقات مكبوتة، قد تتحول إلى طاقات سلبية وعدائية إذا لم يتم تفريغ شحناتها من داخلهم.

وأشارت إلى أن الأبحاث والدراسات الحديثة أكدت أن الأطفال الذين قاموا بأنشطة بدنية في صغرهم، وشاركوا في فرق عمل، يتمتعون بصحة أفضل من غيرهم، حيث تساهم الحركة البدنية في تقوية الذاكرة والقدرات العقلية ومهارات تجاوز العقبات وتعزيز الثقة بالنفس، كما أنها ترفع معدلات هرمونات السعادة، وتخفف القلق والاكتئاب والضغط ، مشددة أن على الآباء خلق مثل هذه الأجواء لأبنائهم، حيث تعد فسحات الألعاب الداخلية الخيار الأمثل للأطفال في الصيف ليمارسوا اللعب والركض في بيئة عائلية وتحت إشراف الوالدين.

ودعت رسمي الآباء والأمهات إلى ضرورة تحفيز عقول أطفالهم عبر اصطحابهم في رحلات داخلية  كالأحواض المائية وإسطبلات تربية الحيوانات، حيث تجمع هذه الرحلات بين المتعة والفائدة للأطفال وللأسرة جميعها.

وحثت الخبيرة الآباء والأمهات إلى أن يكون تعليم أطفالهم السباحة كأول رياضة يمارسونها وضرورة السباحة معهم، موضحة أن السباحة تعد وسيلة مثلى للأطفال والشباب قبل سن المراهقة لمقاومة حرارة الطقس، وأن قيام الأطفال بحركات مائية مختلفة أو حتى مجرد اللعب بالماء كفيل باستعادة نشاطهم البدني.

ونصحت الخبيرة الآباء والأمهات بضرورة اللعب مع أطفالهم، وممارسة أي نشاط رياضي معهم، مؤكدة أن اللعب مع الأطفال ومشاركتهم ذات الاهتمام طريقة رائعة لبناء صداقات جديدة وتعزيز عامل الثقة ومهارات التواصل وتشجيع التعلم بين أوساط الأطفال، والذي يبدأ منذ عمر 6 أشهر، داعية الأهل إلى مشاركة أبنائهم الصغار في بناء أي مشروع سواء أكان حديقة صغيرة أم تركيب لعبة “ليغو” معقدة، فالمشروع وسيلة رائعة لتعليم الأطفال دروس الحياة المهمة وقيم الانضباط والإصرار والاجتهاد كما أنه يشجع على الصبر وتعلم كيفية حل المشكلات.

وأوضحت أن بناء العلاقات الاجتماعية للأطفال هو بمثابة منصة لتعزيز التواصل بين الأهل، وهو ما يبعد القلق لدى الأطفال ويبعد عنهم الأمراض النفسية مستقبلاً، وذلك لإحساس الأطفال بالأمان والسعادة لأن آبائهم وأمهاتهم يشاركونهم ذات الاهتمامات.