دخل شهر نعيش فيه قربًا أعمق من أنفسنا، نجملها بأروع الاستعدادات التي تبدأ بتحضيرها للصيام وتهيئتها بكل ما يعكس لهفة الانتظار لأيام تمر في سنة تاريخية لتعود إلينا كما رجوناها محملة بأمنيات تتابع في واحة الخير التي يتلقفها كل من يسعى نحو الحصول على الخيرات والبركات، وهو فرصة عظيمة لمن يبدأ أيامه وهو في كامل استعداده الضمني والشكلي ليعيش عدة أيام لا تتوقف فيها عقارب الساعة عن دعوة الراجين للدخول في مساحة من الرضا والرضوان، كما أن أنغامها تذكير مستمر لاستحضار الفرص التي لا يمكن تعويضها إلا بالدخول في حالة من الإدراك التام بما يمكننا من الفوز الكامل.

لذلك أعزائي القراء، وبعد المباركة لكم بدخول الشهر الفضيل، فإن رسالة واجبة لي ولكم، استحضرتها في هذا الوقت الذي يتزامن مع هذه الأيام المباركة، ولكم كان الحنين إليها متتابعًا في كل حين قبل أيام مضت، لذلك فإن الحديث عن الملبس والمأكل والتجهيزات التي سرت نفوسنا وغلفنا بها مرور تلك الأيام، لأكبر دليل على أننا نتبع اتجاهًا خاصًا نحو الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك، كما قد جهزت العديد من الجداول والبرامج بغرض الكسب الديني بكل ما يعكس أهمية هذه الأيام في إمكانية الحصول على المكافآت الروحية لمن يحرص على أن يغذي نفسه، ويحرص على نقاوتها، لتكون في حالة متوازنة مع الخالق والآخرين. لذلك أرى لزامًا علينا أن نحسن التوجيه لأنفسنا التي تتلقى الإشارات الخاصة بما نظهر من سلوك، ولي في ذلك توصية قد تنفعنا جميعًا تؤكد أهمية أن نكون بشخصية حقيقية واحدة والنظر في استدامة الحصول على الخير، وعمل الخير ذاته وهو الشيء الذي لا أراه بعيدًا، ولا أراه صعبًا طالما أننا نمتلك القدرة على التوازن بين الشكل والمضمون، والقدرة على دراسة الخطوة في متطلبات ما نرجوه من بركات، وهذا ما يستحق أن يكون منهجًا تبنى عليه منهجيات كثر في قيادة الذات البشرية.

كاتبة وأكاديمية بحرينية