حل علينا شهر رمضان المبارك، وهو إضافة إلى أنه شهر عبادة يفرح المسلمون بقدومه فإنه كذلك شهر ينبغي ألا يفوت السياسيون الفرص التي يوفرها وأن يستغلوها جيدا، فالنفوس فيه مفتوحة على الخير وتقبل الآخر في كل الأحوال. ورغم أن أولئك الذين يعملون تحت لافتة "المعارضة" لم يستغلوا الفرص العديدة التي أتيحت خلال هذا الشهر في السنوات العشر ونيف الماضيات للخروج من المأزق الذي أوقعوا أنفسهم فيه إلا أن هذا لا يمنع من تذكيرهم بأنهم إن أرادوا رأب الصدع والعودة والمشاركة في البناء فإن في هذا الشهر ما يسهل لهم المهمة، وأنه ليس عليهم إلا المبادرة ليجدوا الطرف الآخر متقبلا ومنفتحا على ما يقترحونه ويؤدي إلى الحالة التي يقبل بها المواطنون جميعا، فيريحون ويستريحون.

من الأمور التي يغفل عنها البعض أن في هذه الأرض الطيبة رجال ذوو مكانة واحترام يثق الجميع فيهم ويمكنهم أن يقوموا بالدور المطلوب منهم في مثل هذه الأحوال، وأنه ليس على أولئك إلا أن يعبروا عن الرغبة في اتخاذهم وسطاء ليجدوا منهم القبول ويجدوا التجاوب من الدولة، فلا ينصرف شهر الخير إلا وقد اتسعت المساحة المشتركة التي من شأنها أن تسهل باقي الخطوات. التفكير السالب الذي لا يزال يتحكم في أولئك لا ينفعهم، فالأمور تغيرت ولم يعد في الساحة مثل تلك العوامل التي جعلتهم يغامرون، بل إن من ظلوا يلتحفون به في السنوات الماضية صار في فكر وطموح مختلفين خصوصا بعد التطورات التي شهدتها المنطقة وأساسها التقارب السعودي الإيراني الذي يتيح للاقتصاد التحكم في الكثير من الأمور. التقدير أنه حان الوقت ليعملوا على تغيير تفكيرهم ورؤاهم والتوقف عن التحليق في الخيال الذي لا يتحقق والتعامل مع الأمور كلها بواقعية ونضج يعود عليهم بالنفع، وليس أفضل من اتخاذ طريق وسطاء الخير في الداخل ليقوموا بدورهم الوطني، وليس أسهل من استغلال الفرص التي يتيحها شهر رمضان المبارك.

كاتب بحريني