العدد 5621
الثلاثاء 05 مارس 2024
banner
من جديد عن جدوى مناصرة غزة بالمظاهرات
الثلاثاء 05 مارس 2024

مقالي المنشور في هذه المساحة الثلاثاء الماضي عن عدم أو قلة جدوى الخروج في مظاهرات وحرق أعلام إسرائيل وأميركا والدوس عليها مناصرة لغزة وقولي إن الفائدة الوحيدة منها هو إحساس المشاركين فيها بأنهم فعلوا مفيدا، مثله مثل أي مقال يحمل وجهة نظر ورأيا مختلفا أعجب بعضا ولم يعجب آخر. ملخص ما قاله الذين وافقوني في ما تضمنه المقال الذي كان عنوانه “لعل بعض الكلام هنا محبط لكنه واقع” أن ما قلته صحيح وأن غير الواقعي هو الذي يرى عكسه، بينما ملخص ما قاله الذين لم يوافقوني في ما قلت واعتبره بعضهم صادما هو أن “المظاهرة إذا ما نظمت ووجهت إلى غايتها فإنها توصل رسالة وتمارس ضغطا يغير وقائع الأمور، وأن عدم القيام بذلك يعني رفع الراية البيضاء”.
لا أقول إن الفلسطينيين لم يصمدوا، فقد تحملوا رغم الآلاف الذين ارتقوا منهم وجرحوا، فالتاريخ سيسجل كل هذا بأحرف من ذهب، ولا أدعو إلى الاستسلام والخضوع والقبول بعملية التهجير التي أراها – حسب قراءتي لمجريات الأحداث - أمرا حتميا مفروغا منه، ولا أدعو بالطبع ولا أحرض على إسقاط الأنظمة وحمل السلاح كبديل عن التظاهر والصراخ والاحتجاج. تساؤلي كان عن جدوى المظاهرات التي أرى أنها لم تحقق خلال الشهور الخمسة التي هي عمر المواجهة الحالية مع إسرائيل سوى توفير الفرصة للمشاركين فيها للإحساس بأنهم ساندوا الفلسطينيين وتطهروا. تأكيدا على وجهة النظر هذه أتساءل هذه المرة عن تأثير المظاهرات والاحتجاجات على الذي حدث الأسبوع الماضي عندما خسر المئات من الفلسطينيين الذين تجمعوا أملا في الظفر بما ينقذهم من الجوع حول شاحنة مساعدات أرواحهم أو جرحوا إثر قصف نفت إسرائيل أنها قامت به وقالت إن ما حدث كان نتيجة التدافع. السؤال من جديد؛ هل بإمكان المظاهرات والاحتجاجات أن توقف كل هذا الذي يجري في غزة؟ تقديري من جديد أيضا هو “لا”.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .