+A
A-

السعودي جمال كتبي يبدع في قصة الفنان خالد الشيخ

أسر مخرج سينمائي سعودي الجماهير بتصويره لمسيرة الملحن البحريني خالد الشيخ المضيئة وغير التقليدية الخاصة، في عرضه الكبير مع فيلم "خالد الشيخ بين أشواك الفن والسياسة"، لأول مرة على المستوى الدولي في 2 ديسمبر الماضي، بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الثالث في جدة.

عاش الملحن البحريني القدير بأساليبه الموسيقية الرائدة وتحديه للمعايير المجتمعية في منطقة الخليج، رحلة فريدة في المجتمع الفني، ويقدم الفيلم الوثائقي، الذي أخرجه المخرج السعودي الناشئ جمال كتبي، نظرة عميقة على تجارب الشيخ الشخصية والمهنية، بربط النقاط، عبر إجراء مقابلات مع العديد من الأفراد الذين رافقوا الشيخ في رحلته الفنية. 

وفي تصريح صحافي قال إن متعة صناعة الأفلام تكمن في فهم أعمق للأشخاص والأشياء والأفكار. وقال: "إنه يعزز الواقع، في عالم صناعة الأفلام بصورة نادرة وساحرة". 

لقد أدى هذا التعاون بين شركة الإعلام السعودية "ثمانية" ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي إلى تصوير آسر لحياة الفنان القدير، وكان كتبي يهدف إلى إنشاء فيلم وثائقي أصيل يعرض رحلة الشيخ دون الإفراط في التمثيل الدرامي. 

وقال لعرب نيوز: "أردت أن يستمتع الجمهور بالفواصل الزمنية بقدر ما يستمتع بالسرد والقصة. بصريا كنت مهتما بواقعية اللقطات، مما يجعلها فيلما وثائقيا أصيلا، بعيدا عن أي إضافات على غرار Netflix أو مشاهد مكتوبة". 

امتدت عملية الإنتاج 8 أشهر وتضمنت التصوير في مواقع مختلفة، بما في ذلك منزل طفولة الشيخ والحي في البحرين، وسمحت له قدرة كتبي على التفاعل مع المجتمع المحلي بجمع المقابلات والقصص الصادقة. 

وقال "شعر البحرينيون بالسعادة والراحة في التحدث معي بمجرد أن اكتشفوا أنني من مكة المكرمة، وكانوا يتذكرون تجاربهم في الحج والعمرة دون أي تردد أو شكليات، كان الاختلاف في لهجتي بداية محادثة، وانتهزت الفرصة للتواصل معهم"، وأضاف: "أنا ممتن لهم لإعطائي هذه اللحظات الثمينة". 

وأدرج كتبي نهجا صحافيا ترفيهيا من ثمانينات القرن العشرين في الفيلم، حيث التقط حنينا مشتركا لعصر الشيخ عبر أجيال مختلفة. 

"خالد فنان يصعب تجاوزه، وهذا سبب كاف بالنسبة لي لجعله بطل الفيلم، كان على استعداد لمشاركة كل تفاصيل حياته، وقصصه الصغيرة، والأهم من ذلك، كان صادقا ومنفتح القلب". 

صعد الشيخ إلى مكانة النجم بعد إصدار ألبومه "كلما كنت بجانبي" في العام 1983، واكتسب تقديرا لمهاراته في التأليف ومساهماته في موسيقى منطقة الخليج. 

ومع ذلك، واجه تحديات عندما رفض المشاركة في حفل موسيقي للتوعية أثناء غزو العراق للكويت، وأسيء فهمه، وانسحب من صناعة الموسيقى، لكن في نهاية المطاف، عاد الشيخ بتركيز متجدد على الموسيقى الخليجية وساهم في تطورها وتطورها، ويستمر إرثه عبر ابنتيه نورا وسماوة اللتين تساهم مواهبهما في التمثيل والغناء والتقديم في التراث الفني للعائلة. 

وقال كتبي "أعتقد أنه أحد تلك الأفلام التي يمكن أن تترك أثرا على المشاهدين دون وعي، فهي تجعلهم يتواصلون مع بطل الرواية، ويتفاعلون مع مشاعره ونجاحاته ونكساته، التأثير الذي أتمناه حقا هو أن تشعر الشخصيات المؤثرة والمعروفة في وسطنا بالتشجيع على مشاركة قصصها، ما يدفعنا إلى إنتاج أفلام عنها". 

قدم الشيخ والسماوة عرضا أمام الجمهور السعودي والدولي بعد العرض الأول للفيلم في مهرجان البحر الأحمر، حيث قدما عرضا ساحرا للحضور، وسيتم إصدار الفيلم الوثائقي عبر الإنترنت في المستقبل القريب، ما يمكنه من الوصول إلى جمهور أوسع. 

شغف الشيخ بالفن دفعه إلى ترك السياسة وراءه، ليجد نفسه متورطا مرة أخرى في وقت لاحق من حياته. 

وعارض دمج القضايا السياسية في الأطر الفنية، وهو موقف وضعه على خلاف مع شركات الإنتاج، على الرغم من ذلك ظل الشيخ ملتزما بنزاهته الفنية. 

وبدأت رحلته الفنية بعد أن ترك دراسته للعلوم السياسية في الكويت لمتابعة الموسيقى في كونسرفتوار القاهرة في مصر، وهناك ابتكر أسلوبا موسيقيا فريدا يمزج بين موسيقى الجاز والبلوز والسيمفونيات والكلمات العربية بلمسات بحرينية مذهلة.