+A
A-

 (خالد الشيخ : بين اشواك السياسة والفن)..التوثيق الذي يليق بالكبار

ضمن عروض مهرجان البحر الاحمر السينمائي الدولي في دورته الرابعة التي تتواصل هذه الايام في مدينة جدة وضمن مبادرة رائدة حرصت اللجنة المنظمة على ان يتم تقديم عرض الفيلم الوثائقي ( خالد الشيخ : بين اشواك السياسة والفن)، وهي مبادرة مقرونه بالاحتفاء والتقدير وايضا الترسيخ لقامة فنية وابداعية شامخة ساهمت في تطوير الاغنية الخليجية والعربية وحقق نقلات كبري .
الفيلم ومنذ اللحظة الاولي حيث العنوان يذهب الى مناطق لعلهم قلة من عشاق هذا المبدع الكبير الذين يعرفونها وهي مناطق (الاشواك ) بالذات في الجوانب السياسية ولاحقا الفنية حيث اختار التفرد ومن قبلها البصمة الاستثنائية التي راح يعزف عليها مواقف والحان ومسيرة .
الفيلم من توقيع المخرج السعودي جمال كتبي وخلفة فريق متميز من مجموعة (الثمانية ) التي سخرت كافة الامكانيات من اجل تحقيق عمل وثائقي استثنائي فكنا حقيقة امام عمل وثائقي يليق بالكبار بقامة هذا الصرح الفني .
الفنان خالد الشيخ ليس مجرد مطرب او ملحن او حتى فنان انها ترسانة من كل هذا وذاك لاشي عنده هامس، بل اساس وقيم ومبادئ، ومسيرة، وبصمات، وتحديات . مسيرة حبلي بالعثرات التي زادته عنادا واصرار وتحديا للتجاوز والكينونة التي ارادها منذ مرحلة مبكرة من حياته الدراسية في جامعة الكويت حيث الرحم الخصب للتماس مع التيارات السياسية وتشكيل الوعي والانفتاح على كافة التيارات والاتجاهات السياسية ولاحقا الفنية .
نقطة الارتكاز عند خالد الشيخ كانت السياسة والبحرين صنامها وفلسطين منارتها والمواقف العربية القومية شموخها وعزها . وحينما جاء الفن فانه جاء على تلك الارضية الخصبة والثرية بالمواقف، والقصيد، والكلمة، والوعي.
في العمل الكثير من البحث والكثير من الوثائق والمعلومات التي ازدحم بها العمل والتي كان بالإمكان ان تذهب الاكثر من ساعتين الا ان المواصفات الانتاجية حددت تلك المساحة الزمنية التي ساهمت بعملية التكثيف والتركيز وصولا الي المشهد الاخير حيث الاغنية المشتركة التي جمعت بين خالد الشيخ وابنته سماوه في مشهد ثري بالقيم عميق بالدلالات ومترع بالمضامين حيث الابن الفنان والرفيق والمفكر ونبض الوعي الذي تشكل في تلك الاسرة .
ضمن الفيلم تم استضافة مجموعة بارزة من الشخصيات من بينهم الشاعر البحريني القدير قاسم حداد وايضا الموسيقار الناقد محمد حداد وشقيق خالد الشيخ اسامه .وايضا بناته . وعدد اخر من المنتجين والموزعين ورفاق الرحلة ..
الفيلم ثري بالأعمال الغنائية الخالدة التي راحت تصدح في تلك الصالة وكانت الجماهير تشارك في الغناء حيث الحنين السخي والنستالجيا العبقة بكل المضامين العالية التي تؤكد باننا امام قامة فنية كبري . وهنا نشيد بتجربة ( الثمانية ) في ذهابهم لتلك الشخصية وتقديمها بما يليق بها وبجمهور الثمانية الذي تعود ان يشاهد نتاجات تخاطب العقل قبل القلب .
في الفيلم الكثير من الالم المسكوت عنه والكثير من التعب نتيجة قرار وموقف وهما قرار وموقف حددا لاحقا طبيعة المسيرة والحصاد انها الكينونة الاستثنائية والمكانة التي ارادها ولم يسعي لغيرها لأنه السياسي الفنان، وهكذا كانت المسيرة والبصمة .
ويبقي ان نقول شكرا لمجموعة ( الثمانية ) وشكرا لمهرجان البحر الاحمر السينمائي والشكر والتقدير دائما للكبير القدير الانسان خالد الشيخ .. وقبل لا تروح نقول للشيخ .. لا نزال ننتظر منك المزيد فانت نبع عطاء وصوت وقضية ونبض في عروقنا .. الاغنية عندك لا تميل رؤوسنا، بل تضئ شموع دروبنا .