العدد 4575
السبت 24 أبريل 2021
banner
الأحواز قطرٌ عربيٌ أصيل
السبت 24 أبريل 2021

بالتعاون بين بريطانيا وبلاد فارس تم احتلال إقليم الأحواز العربي بعد أسر أمير الإقليم الشيخ خزعل بن جابر الكعبي واقتياده أسيرا إلى طهران في أبريل 1925م، وبعد احتلالها فرضت الحكومة الفارسية قانون الوصاية عليها تحت مرأى ومسمع دول العالم ومنظماته، فالأحواز لا ترتبط بإيران بأي ارتباط جغرافي أو جيولوجي أو تاريخي أو اجتماعي أو قانوني، ولم تكن يومًا تابعة لإدارتها، وهناك من الجبال الشاهقة والسهول ما يفصل بين البلدين، وكانت أراضي فارس لا تطل على سواحل الخليج العربي إلا بعد أن احتلت الأحواز.

الأحواز قطرٌ عربيٌ أصيل وجزء لا يتجزأ من الأمة العربية، وسكنته القبائل العربية التي يرجع امتدادها للعراق وشبه الجزيرة العربية، وحَكمها أمراء وشيوخ عرب حتى احتلالها على يد الشاه رضا خان البهلوي، وقد اعترفت الدولة الصفوية والعثمانية وبريطانيا بالأحواز كدولة مستقلة، وقامت على أرضها الحضارة العيلامية وهي حضارة غير متجانسة مع التاريخ الفارسي، ومنذُ أكثر من تسعين عامًا تتوالى الثورات الخالدة والانتفاضات والاحتجاجات التي أثبتت أن أهلها أقوى من أسلحة الفتك لحُكم الاحتلال، وأقوى من كل ألم ووجع السجون، وأسمى من أعواد المشانق التي يُعلق عليها أحرار الأحواز بين يومٍ وآخر. وقد ذكرها الشاعر جرير: سيروا بني العم فالأحواز منزلكم... ونهر تيري فلم تعرفكم العرب.

إن قضية الأحواز لا تقل أهمية عن قضية الأراضي العربية الأخرى التي قسمتها مناطق النفوذ العثماني والفارسي والبريطاني أثناء الحرب العالمية الأولى، وتعيش الأحواز-عربستان منذ ذلك الوقت أسيرة جرحها النازف بين محاولات تفريسها ورفض أهلها له، والنضال من أجل تحريرها. لقد تم احتلالها لما تتمتع به من موقع جغرافي واستراتيجي ولخصوبة أراضيها الزراعية وما تحويه من ثروة نفطية تبلغ 85 % من مجموع الإنتاج الإيراني للنفط والغاز، و75 % من الطاقة الكهربائية بإيران، وبإنتاجها لثلاثة ملايين طن من القمح أي 50 % من الإنتاج الإيراني، و90 % من محاصيل إنتاج التمور بإيران. وتستغل إيران 65 % من الأراضي الزراعية وتحرم شعب الأحواز منها، وتستفيد من أنهار الأحواز لإنشاء المفاعلات النووية ومنها مفاعل بوشهر بعد أن شيدت 17 سدًا لحرمان الأحواز وشعبها من المياه.

إن السياسة الإيرانية في الأحواز تقوم على نهب واستثمار أراضي الأحواز الاقتصادية الهائلة لتحقيق أهدافها وأطماعها التوسعية في المنطقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .