+A
A-

لهذا كان يجب دعم سكان ليبرتي -مقال-



منذ استتباب الأمور في العراق لصالح نفوذ وهيمنة نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن هذا النظام جعل القضاء على المعارضين الإيرانيين المتواجدين في أشرف وليبرتي، ضمن أولويات برامجه في العراق، وشهد العالم كله مخططات دموية عديدة ضد هؤلاء السكان تم اعتبار البعض منها بمثابة جرائم ضد الإنسانية، والملاحظ أنه تم إطلاق نداءات ودعوات عديدة من أجل تأييد ودعم هؤلاء المعارضين وحمايتهم من هذه المخططات التي تسعى لتصفيتهم عن بكرة أبيهم، لكن الذي تمت ملاحظته هو عدم أخذ هذه النداءات والدعوات على محمل الجد، وهو ما شجع طهران على أن تتمادى أكثر وتوسع من دائرتها الانتقامية لتشمل العراقيين أيضا ولاسيما الرافضين لنفوذها في العراق.
السكوت عن مجازر دموية رهيبة نظير مجزرة الثامن من نيسان 2011 والأول من أيلول 2013، وكذلك عن الحصار الجائر المفروض على السكان والذي لا يوجد أي مبرر له سوى الدوافع المشبوهة ضدهم والتي يتم توجيهها من طهران، كان من أبرز وأهم الأسباب التي دفعت بطهران للتمادي خصوصا بعد أن رأت الموقف الدولي والإقليمي من مخططاتها الاجرامية ضد سكان أشرف وليبرتي هزيلا وليس في مستوى رادع لها، وكما أن رد الفعل الضعيف عن الجرائم والمجازر التي نفذتها الميليشيات العميلة التابعة لها في مناطق من محافظة ديالى وصلاح الدين، هو الذي دفع بطهران لتوجه الميليشيات العميلة لها بأن تكرر نفس تلك الجرائم والمجازر في الفلوجة وضواحيها، إن هذا المسلسل والنهج سوف يستمر ومن الخطأ التصور بأنه سيتوقف ولو ليوم واحد.
المجتمع الدولي اليوم مطالب بأن يصحح موقفه تجاه ما جرى للمعارضين الايرانيين والسعي من أجل فتح الملفات الخاصة بكل تلك الجرائم والمجازر التي تم ارتكابها بحقهم بإيعاز من طهران، فذلك سوف يقود لمعالجة هذه الوضعية الشاذة من أساسها ومن جذورها، ذلك أن ترك المجرمين يسرحون ويمرحون دونما حساب أو كتاب سوف يدفعهم بالضرورة للتمادي في جرائمهم أكثر فأكثر، وحري على المجتمع الدولي أن يبادر الى محاسبة المجرمين وجرهم أمام منصة العدالة ليدفعوا ثمن جرائمهم.
سكان ليبرتي بحاجة اليوم أكثر من أي وقت آخر للتأييد والدعم من أجل ضمان أمنهم وحمايتهم وعدم السماح بالنيل منهم وتهديد حياتهم، وإن تفعيل هذا الأمر وجعله أمرا واقعا سوف يثبت بأنه ليس في صالحهم وحدهم، إنما في صالح الشعب العراقي وشعوب المنطقة أيضا.




فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن.