+A
A-

الإصلاح والاعتدال الصاروخي!! - مقال -


في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، قد طالبوا في بيان مشترك يوم الثلاثاء الماضي، بالردود المناسبة على طهران، بسبب تحدي قرارات مجلس الأمن بإطلاقها صواريخ قادرة على حمل أسلحة نووية مما يتعارض مع الاتفاق النووي المبرم العام الماضي، ومع أن الأمين العام للأمم المتحدة قال إن الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران سببت “قلقا” وإن الأمر يرجع إلى القوى الكبرى لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان يجب فرض عقوبات جديدة، فقد رد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية للنظام الديني المتطرف على كل ذلك بتأكيده أن النظام سيستمر في تطوير قدراته الصاروخية.
موقف وزير خارجية النظام الديني المتطرف الذي أعلنه، لا يعتبر فقط انتهاكا لبنود الاتفاق النووي التي تنص على منع تطوير القدرات الصاروخية، انما أيضا شهادة عملية تثبت كذب مزاعم الاعتدال والإصلاح المعلنة من قبل روحاني وظريف نفسه، والمثير للسخرية والاشمئزاز أن ظريف كتب على حسابه الشخصي على موقع تويتر وهو يسعى لتبرير الميول العدوانية لنظامه بشأن تطوير قدراته الصاروخية: “إنني أدعو من يتهم إيران بممارسة سلوك استفزازي إلى هذا التحدي بأن يكرر عبارة قائد الحرس الثوري التي قال فيها إننا لن نستخدم القدرة العسكرية إلا في حالة الدفاع”.
الشعب الايراني وفي الوقت الذي يعاني فيه من الفقر والجوع والأوضاع المعيشية الصعبة الى جانب مختلف المشاكل الاجتماعية الحادة الأخرى، فإن حكومة روحاني وبدلا من أن تركز اهتمامها على تحسين الاوضاع المعيشية ومعالجة المشاكل والأزمات الحادة التي يعاني منها الشعب الإيراني، فإنها تبادر الى صرف الاموال الطائلة لهذا الشعب المحروم على البرامج العسكرية والصاروخية والقمعيـة، ويكفي أن نشير الى أن ما صرفته حكومة الاعتدال المزعومة على الشؤون العسكرية تجاوز كل الحدود وبلغ مستوى ومعدلا قياسيا لم تصله أية حكومة أخرى منذ تأسيس النظام الديني المتطرف في إيران.
الشعب الايراني بحاجة الى الخبز والرعاية والخدمات الاجتماعية وإطلاق الحريات والديمقراطية وليس بحاجة الى الصواريخ والتدخلات في شؤون الآخرين، والحقيقة التي يجب على الجميع أن يتقبلها استحالة أن يغير هذا النظام القمعي من نهجه وأسلوبه هذا ويبقى الطريق والخيار الوحيد المطروح هو التغيير في إيران وإسقاط النظام.



فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن.