العدد 5680
الجمعة 03 مايو 2024
banner
د. عدنان محمد القاضي
د. عدنان محمد القاضي
مُسَابقةُ الشِّيخة فَادْية السَّعد الصُّبَاح العِلميّة
السبت 06 مايو 2023

بزغَ فَجرُ مسابقة الشِّيخة فادية السَّعد الصُّباح العلميّة عام 1999م على مستوى دولة الكويت، ثمَّ انْتشَر ضوؤها عام 2010م فعمَّ دول مجلس التَّعاون العربيّة السِّت، وما بعد عام 2020م انضمَّت تحتَ سَقفها دول كُلٌّ منْ مصر والأردن وفلسطين وتونس والمغرب، حيثُ استهْدفتِ الطالبات منَ المرحلتيْن المتوسِّطة (الإعداديّة) والثَّانويّة في المدارسِ الحكوميّة، وانبرتْ بثباتٍ إلى تفعيلِ جملةً منَ الأهداف ومنها: إعداد جيل منَ الطَّالبات الموهوبات والفائقات في المجالاتِ العلميّة؛ وصقل موهبة الطَّالبات في المجالِ العلمِيّ والتَّقنيّ؛ وتنمية الخَيال العلميّ وربطِه بمجاليِّ الهندسة والتَّقنيّة؛ وتحفيز الطَّالبات نحو الابتكارِ منْ خلالِ تصميم وتنفيذ مشروع علمي يخدم البشريّة؛ وتطوير القدرةِ على حلِّ المِشكلاتِ منَ المُستمدَّة منْ أرضِ الواقعِ وإيجاد حلول مُبتَكرة لها. 
واتّجهت المَشاريع العلميّة المُقدَّمة فيها بمنهجيّة واضحة الخِطوات وتنافس بسَعيٍ محمود نحو تحقيق عدد منْ أهداف التَّنمية المُستدامة، وتناولتْ مَوضوعاتُها ما يلي: البيئة وكيفيّة المحافظةِ عليها، والتحوُّل إلى الاقتصادِ الأخضر والاعتماد على الطَّاقةِ البديلةِ والمُتجدِّدة، وتذليل صعوبات بعض الفئات منْ ذوي الهِمم -الحَاجات الخَاصّة- وكُلّها قائمة فكرتها على منْحى STEAM التَّكامليّ كأنموذجٍ عالميّ؛ بِما ويوسِّع منَ المعارف ويطوِّر منَ المهارات ويجوِّد منَ الاتِّجاهات ويوِّجه منَ الميول ويصقل منَ الشَّخصيّات ويهذِّب منَ الأخلاق.
وتعدُّ هذه الدورة 2022/2023م منَ المُسابقة رقم (24)، فمنذُ انطلاقتها وهي محلّ إعجابٍ وموطِن انبهار بعد تجربة ناضِجة وخبرة متراكمة، وقد لا أكونُ منصِفًا حقًّا إنْ ذكرتُ بعضًا منْ أسباب نجاحاتها، وهي:

  • وجود قائدة مُلهمة مُشجِّعة للأفكار التَّطويريّة ومُستمعة للآراء التَّحسينيّة ومُتابعة للإجراءات التَّنفيذيّة مُمَثَّلةً بشخصِ الشِّيخة فادية السَّعد الصُّباح حفظها الله وبارك في عُمرها. 
  • تكوُّنُ إدارة المُسابقة منْ مختصِّين أكاديميٍّين وذوي الرأي المِهْنيّ العلميّ في الابتكار والاختراع لا يفتأون يرعوْنَها في كلِّ دورةٍ ويجريْن عليها بتأنٍّ التعديلات اللازمة بحسب المُستجدات والظُّروف.
  • وضوح شروط ومتطلّبات المُشاركة على مستوى الدُّول الخليجيّة والعربيّة مع توفيرِ عدد منَ الدَّورات التَّدريبيّة للطالبات ومعلِّماتهن والمُعينة على فهمِ كيفية تصميم المشَاريع العلميّة وإجرائها وفق دليل المُسابقة وأدبيّاته.
  • تواصلٌ مُباشر وقنواتٌ مفتوحة بين الجِهاز الإداري للمُسابقة وبين وزارات التَّربية والتَّعليم في الدُّول الرَّاغبة للمشاركة فيها منْ دون عراقيل أو إجراءات بيروقراطيّة مُمكن أنْ تُعطِّل منْ خطّتها الزَّمنيّة الدَّقيقة. 
  • حراك أكاديمي علميّ في جُلِّ المَدارس التي أعلنتْ نيّتها للمشاركة الجادَّة في المسابقةِ وحماس طالباتها لتقديم مشروع أصيل غير مألوف يتنافسْن فيه مع شقيقاتِهنَّ منَ الدُّول الأخرى. 
  • الفعاليّات المرافِقة للتصفيّات النهائيّة للمسابقة وتركيزها على الأدوات التقنيّات الأساسيّة لترقيّة المشاريع العلميّة وتسويقها بحسب الدوائر المَحليّة والخَليجيّة والعَربيّة والإقليميّة.  

وقد أكونُ صادقًا بحبٍّ إنْ ذكرتُ بعضًا منَ الأسباب الخارجيّة التي قد تُضعفها أو تُصيبُها بِترهُّلٍ مُبكِّر، ومنها:

  • اتّباع بعض الدُّول سياسَة انتقاء مدرسة أو مدرسيّن لكلِّ مرحلة تعليميّة منْ دون أنْ تُعطي فُرَصًا أكبر لمشاركةِ مدارس أخرى -المسابقة المحليّة الوطنيّة- يتمّ فرزها ونخلُها، ومنْ ثَمَّ تسمية منْ هو أحقّ للتنافس بعد اجتياز المعايير.
  • تنتهجُ بعض الدُّول شِعار المشاركة للمشاركة في المسابقة وليس بثّ الوعي في المدارس الحكوميّة بأهمية المشاريع العلميّة والابتكارات ضمن صفوف الطالبات؛ مما يُضعِف منْ قيمتها المعرفيّة وطريقة طرحها.
  • افتقاد بعض المشاريع العلميّة المُجسَّمة لجودة المواد والخامات المكوَّنة لعناصرها الأساسيّة؛ اعتمادًا فقط على ما تحمله منْ فكرة إبداعيّة وتقنيّة رفيعة المستوى؛ وظنًّا غير مُبرَّرٍ بأنَّ الشَّرح الارتجالي سَوف يُغطِّي على بعض نواقِصها الشَّكليّة.  
  • تأخُّر إعلان بعض الدُّول ممثلة بوزارات التَّربية والتَّعليم عنِ المُسابقةِ بين مدارس الطالبات مِمّا سيُسبِّب إرباكًا مقيتًا يجعلها تنتقي منَ المشاريعِ العلميّة الجَاهزة لا أنْ تفكِّر للتوِّ في فكرة غير مألوفة تسعى من خلالها لتحقيق المراكز المُتقدِّمة. 

مُسَابقةُ الشِّيخة فَادْية السَّعد الصُّبَاح العِلميّة منارة علميّة وإنْ أضاءت منَ دولة الكويت إلّا أنَّها تستحق أنْ تتبوَّأ مكانة دوليّة كمكانتها الإنسانيّة والخيريّة.

هذا الموضوع من مدونات القراء
ترحب "البلاد" بمساهماتكم البناءة، بما في ذلك المقالات والتقارير وغيرها من المواد الصحفية للمشاركة تواصل معنا على: [email protected]
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .