+A
A-

عباس هلال يرثي رفيقة دربه

شاءت الاقدار ان يكون شهر اكتوبر تشرين الاول، هو شهر افراحنا واحزاننا ففي 28 اكتوبر 1974 تم تتويج علاقتنا في الكويت على هامش حضوري دورة قصيرة في الأمانة العامة لمجلس الامة وفي 14 اكتوبر 1982 كان عقد كتابنا بعد سنوات الاعتقال الطويلة وفي 5 اكتوبر 1983 كان شهر عسلنا. وفي 23 اكتوبر 2019 كانت فاجعتنا الكبيرة ومصابنا الجلل، 45 عام حب وشوق ولوعة وفراق وافراح وسبات ونبات وأولاد وعمل وأمل وأحباب وأصدقاء.

في مساء الأربعاء 23 اكتوبر 2019  فقدنا الحبيبة.. فقدنا الزوجة.. فقدنا أم اسامة.. فقدنا الأستاذة.. فقدنا تاج رأسنا وملهمتنا.

المرحومة أم أسامة الحبيبة كيف أرثيك؟ كيف أرثيك؟ وهل يجوز الرثاء؟ كيف يرثى الجلال وداد البهاء؟  وداد العمر، وداد العزة والرفعة وداد السيرة والمسيرة، وداد الابتسامة والحب والمحبة والاحباب ، وداد الوطن والوسن، كيف أرثي حبيبتي الكبيرة في تواصلها والعالية في تواضعها، وداد الحكمة والقيادة والرزانة، وداد الجد والاجتهاد وداد العمل والامل في مسيرة العمل الوطني النسائي.

ستكونين حاضرة في مسيرة الوطن، حاضرة عند أهلك وأحبابك ورفيقاتك، حاضرة في نهضة جمعيتك وعطائك التنموي والحقوقي للمراة والمجتمع، حاضرة بسمو علاقات البذل والعطاء، حاضرة كأنموذج حلو ورفيع للمرأة العاملة..  حاضرة بقامتك الرفيعة وتفكيرك الإيجابي، حاضرة بالعمل بمبدأ الفريق وروح الصديق، حاضرة بوداد الوهج ووداد الشوق حاضرة ومعتصمة بالحكمة والادارة والارادة والمهارة.

سيذكرك الجميع، وكتب سيرتك الأصدقاء والصديقات والرفاق والرفيقات.

رحم الله العزيزة والحبيبة أم أسامة، سلام ونور ورحمة على روحك الطاهرة.. وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقكِ يا وداد لمحزونون.

اللهم ارزقها الفسحة والنور والضياء، واجعل قبرها نورا وروضة ورضوانا، اللهم ارحمها رحمة تسع السماء والأرض، واجعلها في أعلى عليين.. آمين ربَّ العالمين.