+A
A-

نظام الأسد يسيطر على طريق إستراتيجي.. وأردوغان يهدد

بعد عمليات كر وفر دامت أسابيع، استمات فيها النظام السوري مدعوما بالروس، أمس الثلاثاء، وسيطر أخيرا على كامل الطريق الدولي حلب - دمشق، في حين أسقطت فصائل المعارضة السورية مروحية للنظام في أجواء ريف إدلب الشمالي الشرقي، مما أدى لمقتل طاقمها. في غضون ذلك، تبادل الجيش السوري والقوات التركية، إطلاق النار قرب مواقع مراقبة تركية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بينما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن دمشق ستدفع ثمنا “غاليا جدا” إذا شنت أي هجوم جديد ضد قواته.

فقد أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان سيطرة قوات النظام والمسلحين الموالين لها على اتستراد دمشق – حلب الدولي الإستراتيجي بشكل كامل، للمرة الأولى منذ العام 2012، وذلك بعد استكمال السيطرة على منطقة الراشدين الرابعة بضواحي مدينة حلب.

وجاءت عملية السيطرة على اتستراد الـ “M5” بعد عملية عسكرية بدأتها قوات النظام بدعم روسي كامل في الـ 24 من شهر يناير، تمكنت خلالها من السيطرة على نحو 160 منطقة في كل من إدلب وحلب، وبسطت في ذلك الوقت سيطرتها على 57 منطقة في ريفي حلب الجنوبي والغربي، امتدت من خان طومان، ومستودعات خان طومان والخالدية، ورجم وتلول حزمر وخربة خرص وتل الزيتون والراشدين ومواقع ونقاط وقرى أخرى في المنطقة، إلى أن استطاعت اليوم بسط كامل سيطرتها على الطريق. في غضون ذلك، قالت مصادر ميدانية وشهود عيان، إن رتلا عسكريا جديدا للجيش التركي دخل من معبر كفرلوسين باتجاه عمق محافظة إدلب، ويضم الرتل ما يقرب من 60 آلية (10 دبابات، 8 ناقلات جند، 28 مدرعة، 10 شاحنات، 3 جرافات).

وفي سياق متصل، قال مسؤول تركي لـ “رويترز” إن الجيش السوري “أطلق النار قرب مواقع مراقبة تركية في شمال سوريا، مما استدعى الرد”.

وأضاف أنه يمكن لمقاتلي المعارضة السوريين، المدعومين من أنقرة، استعادة السيطرة على الأراضي التي خسروها في الأيام القليلة الماضية في محيط مدينة سراقب شرقي مدينة إدلب، بعد أن بدأوا هجوما شاملا هناك. وذكرت وزارة الدفاع التركية أن الجيش السوري “غادر بلدة النيرب” بمنطقة إدلب، كما أفادت بإسقاط هليكوبتر سورية.

وقال أردوغان، أمس الثلاثاء، إن الحكومة السورية ستدفع “ثمنا باهظا للغاية” لهجومها على القوات التركية في إدلب، حيث قتل 13 جنديا تركيا خلال أيام. وأضاف الرئيس التركي في كلمة: “بعثنا بالردود اللازمة للجانب السوري على أعلى مستوى. نالوا ما يستحقون خاصة في إدلب. لكن هذا ليس كافيا وسيستمر”، وذكر أنه سيعلن اليوم الأربعاء خطة مفصلة لكيفية التعامل مع التطورات في إدلب. وأفادت الوزارة بأن طائرة هليكوبتر سورية أُسقطت في المنطقة مع بدء هجوم لمقاتلي المعارضة المدعومين من أنقرة. وفي وقت سابق الثلاثاء، سقطت مروحية تابعة للجيش السوري على محور النيرب بريف إدلب، حسبما ذكرت مصادر ميدانية. وأضافت المصادر أن المعلومات الأولية تشير إلى أن عملية الإسقاط تمت عبر صاروخ موجه. ويأتي هذا الحادث بعد وقت قصير من تعليق للكرملين تحدث فيه عن ضرورة وقف كل الهجمات على القوات السورية والروسية في محافظة إدلب، وتنفيذ الاتفاق الروسي التركي بشأن سوريا. وجاء تعليق الكرملين بعدما سيطر الجيش السوري على طريق سريع في شمال غرب البلاد للمرة الأولى منذ العام 2012، ومع انتهاء محادثات بين تركيا وروسيا تهدف إلى وقف اشتباكات أودت بحياة 13 جنديا تركيا.

 

أسوأ موجة نزوح منذ بدء النزاع في سوريا

تعد موجة النزوح التي تشهدها محافظة إدلب السورية منذ بداية ديسمبر، حيث فر نحو 700 ألف شخص من التصعيد العسكري لقوات النظام، الأسوأ منذ بدء النزاع في سوريا قبل نحو 9 سنوات، وفق ما أعلنت الامم المتحدة أمس الثلاثاء.

وقال المتحدث الإقليمي باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ديفيد سوانسون لوكالة فرانس برس “خلال عشرة أسابيع فقط، ومنذ الأول من ديسمبر، نزح نحو 690 ألف شخص من منازلهم في إدلب والمناطق المحاذية لها”.

وحذرت منظمات إنسانية دولية من “كارثة إنسانية” جراء موجة النزوح الضخمة.

ووفق الأمم المتحدة، فإن النزاع السوري تسبب بأكبر أزمة لجوء في العالم منذ الحرب العالمية الثانية مع فرار 5,5 مليون شخص من البلاد ونزوح أكثر من 6,6 مليون داخله.