+A
A-

معا ضد التنمر

حدثني قبل أيام عدة أحد الأصدقاء عن مبادرة شبابية جديدة أسستها مجموعة من المحاميين الشبان مع الشباب الواعي الطموح وتحت شعار “معا ضد التنمر”. ولشدة ما جذبني الشعار ولشدة ما أعجبتني فحوى الموضوع، حتما آن الآوان لتسليط الضوء على هذه القضية الموجودة على الواقع منذ الأزل..

وكما أسلفت، فإن قضية التنمر ليست وليدة اللحظة، إنما هي موجودة منذ مطلع الخليقة، ومن وجهة نظري حتى قتل قابيل أخاه هابيل وتركه جثته في العراء فريسة للحيوانات المفترسة والوحوش الكاسرة يعتبر نوعا من أنواع التنمر.. لذا اعتبر التنمر موجودا منذ بداية الخلق.. وحسب فكري المتواضع لو بحثت عن أصل كلمة التنمر في اللغة لوجدته مشتقا من اسم حيوان “النمر”، فهو حيوان قوي يفترس الحيوان الأقل قوة منه كظاهرة التنمر تماما عندما يستقوي القوي “المتنمِر” على الضحية “المتنمَر” ويثير في قلبه الذعر والخوف والشعور بالإذلال والضعف.. والتنمر قد يكون من فرد قوي على فرد ضعيف، أو حتى جماعة تتمثل القوة بوحدتهم واتحادهم للنيل من الشخص الضعيف.. والتنمر أنواع، قد يكون لفظيا بمجرد الكلمة عن طريق السب أو القذف أو الكلام الجارح والتهديد والتعييب، وقد يكون جسديا كالضرب والدفع والركل، وقد يكون جنسيا كالتحرش الجنسي بأي شكل من الأشكال، وأيضا هناك تنمر على الإنترنت وأحد أمثلته البسيطة القذف والتعليقات الجارحة التي يوجهها بعض العاهات على المشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك التنمر الاجتماعي وهو إيذاء الشخص في حياته الاجتماعية وذلك إطلاق الشائعات وتشويه سمعته وإحراجه. وعن أوساط التنمر، فهو من الممكن حدوثه بجميع الأوساط بالحياة ابتداء من المنزل والحياة الدراسية بالمدرسة والجامعة وأوساط العمل.. إلا أن ومن وجهة نظري المنزل هو الأساس، فعلى الوالدين زرع الثقة في أبنائهم منذ الصغر وعدم هزها من خلال التوبيخ أو الضرب أو النهر أمام الغرباء بل حتى التلفظ عليهم بكلمات مسيئة “كالسمين أو الغبي وما شابه ذلك، كما قد يكون للوالدين سلوك سلبي كشكل من أشكال التنمر على الطفل كما ذكرت، فيجب أن يكون لهما دور إيجابي عن طريق إشراك الطفل في مدارس تعليم فنون القتال كالكراتيه والتايكوندو، فلهذه الفنون دور مهم في بناء القوة الجسدية والنفسية بآن واحد وإبراز القوة من خلال نظرة العين.. أضف لذلك أنه من ابرز الحلول لمكافحة التنمر هي نشر ثقافة المثل الشعبي الشهير “ما انحطت السلاطين إلا للشياطين”، وبما معناه على المتنمر اللجوء للجهات المعنية للإبلاغ عن حالة التنمر الواقعة عليه كاللجوء لإدارة المدرسة أو إدارة العمل أو حتى لمراكز الشرطة والقضاء ليتم ردع المتنمر وإنهاء حالة التنمر..

وأخيرا وليس آخرا أتمنى أن تنتهي هذه الظاهرة من مجتمعنا؛ لما لها من أثر سلبي على النفوس، وأتمنى أن يعم الأمن والأمان على الجميع.. مع تمنياتي التوفيق لشباب حملة معا ضد التنمر، التي لها أهداف نبيلة وسامية وتدل على ثقافة ووعي أبناء الشعب البحريني.

 

خالد خليل جناحي