+A
A-

الملتقيات السياسية منابر فاعلة لتعزيز الوعي الوطني في المجتمع

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

أكد ضيوف ومشاركون في ملتقى التنمية السياسية “البحرين انتماء ومواطنة” الذي نظمه معهد التنمية السياسية، أن انعقاد مثل هذه الملتقيات في مملكة البحرين يدل على اهتمام المملكة في إشراك جميع المواطنين في العملية السياسية عبر المؤسسات الديمقراطية في المملكة، التي تسعى لتعزيز الثقافة السياسية في المجتمع البحريني، وتمكينه من المساهمة في عملية صناعة القرار بشكل فعال، إلى جانب التركيز على تطوير المعرفة السياسية لدى الأفراد، وتنشئة أجيال تدرك أهمية قيم المواطنة والانتماء الوطني، وتدعم حفظ الاستقرار والسلم المجتمعي.

ونوهوا في حديثهم لـ “البلاد” إلى أهمية إدراك المواطنين بضرورة الانخراط في النقاش الخلاق بشأن الشؤون والقضايا السياسية، مؤكدين أن هذه النوعية من الملتقيات هي منابر فاعلة تسهم في إبراز وتشكيل المدركات السياسية للمواطنين وتعزيزها لديهم، من خلال إتاحة فرصة الحوار والنقاش العلمي المتحضر بين الجمهور ونخبة ثقافية تمثل كوادر فكرية وطنية، خليجية وعربية.

المواطنة ممارسة

في البداية أكدت نائب رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية رئيس مجلس إدارة مدرسة البيان الشيخة مي العتيبي، أن المواطنة وحب البلد ممارسة لا يمكن أن توضع عبر التشريعات والقوانين، بل بالعمل عليه التنمية السياسية من خلال نشر التوعية، وهي جهود مشتركة بين الأسرة والمدرسة لزرع المواطنة في نفوس الأبناء. وأشارت العتيبي إلى اختلافها مع من يرى أن مواقع التواصل الاجتماعي تعمل على إفساد المجتمع، إذ قالت “أرى أن تلك المواقع ساهمت في زيادة التقارب بين أفراد الأسرة ولم تعد تقتصر العلاقات العائلية على اللقاءات الأسبوعية فقط، ونسعى لنشر الوعي بشأن طرق الاستخدام الصحيحة لوسائل التواصل الاجتماعي عند أبنائنا وبناتنا، وعدم نهيهم عن استخدامها أو نشر فكرة سلبية عنها”.

  نشر التوعية السياسية

وفي حديث مع عضو المجلس الوطني الاتحادي رئيس مجلس إدارة مركز “هداية” الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة علي بن راشد النعيمي، أكد ضرورة التركيز على شباب المستقبل، ونشر التوعية السياسية بينهم، لتنشئة أجيال تتوافق مع قيم المواطنة الصالحة والانتماء الوطني.

وأضاف قائلا “للملتقى أهمية خاصة في ظل الظروف والتحديات التي تشهدها المنطقة، فمن المهم أن نأخذ الدور الريادي ونبادر بنشر التوعية السياسية، وتوجيه الخطاب الذي يخدم الأجندة الوطنية، ويحصن أبناءنا وبناتنا من التأثير السلبي من المؤثرات الخارجية، التي تستهدف أمن واستقرار أوطاننا، ومن الضروري أن نشارك فئة الشباب الحديث بكل شفافية، ونطور معرفتهم السياسية؛ حتى يكونوا رسلا لما يحمله هذا الملتقى من رؤية وأهداف”.

  لغة الحوار

ومن منظور إعلامي، أشار المستشار الإعلامي ومقدم البرامج التلفزيونية من دولة الكويت الشقيقة بركات الوقيان، إلى أن الإعلام يلعب دورًا في تعزيز الانتماء الوطني، قائلا “للإعلام دور كبير جدًا في نشر روح المواطنة وحب الوطن، بل يكاد يكون له الدور الأساس في خلق شعور الحب والانتماء الوطني؛ لأن المؤثر الحقيقي في يومنا هذا هو الإعلام، الذي عن طريقه يتأثر المتابع بالفنان أو السياسي أو القيادي وغيرهم، فكل واحد منهم يستخدم الإعلام للتأثر والتأثير في نفس الوقت، لذا يجب أن نحذر، فالإعلام سلاح ذو حدين، إذا استخدم بالطريقة الخاطئة هدم، وإذا استخدم بالطريقة الصحيحة رفع”.

وأضاف “أشكر القائمين على هذا الملتقى الفعال، الذين أتاحوا لنا فرصة المشاركة والتحدث فيه، فالملتقيات وجدت لتبادل الأفكار والخبرات، إذ تعصف أذهان الشباب والخبراء فيها، لينتج عن طريقها مزيج جميل ورائع من المعلومات، التي ترتكز في الأذهان لتعم الفائدة على الجميع، فالحوار هو اللغة الأجمل التي خلقها الله عز وجل لبني الإنسان، ومن خلاله يتحاور فكريًا وعقليًا وبالتالي يكوّن القناعات التي يبني ويرسم حياته عليها”.

مواجهة التحديات

وتحت العنوان ذاته الخاص بدور الإعلام في تعزيز الانتماء الوطني، بين رئيس تحرير صحيفة “الوطن” البحرينية يوسف البنخليل، أهمية وضع القوانين والتشريعات التي تمنع إثارة الجدل والسلبية في وسائل الإعلام الحديثة. وقال في هذا الصدد “إن شبكات التواصل الاجتماعي منصة إعلامية مفتوحة المجال، يستطيع المرسل من خلالها أن يتحكم في توجيه الرأي العام ونشر أفكاره الخاصة وآرائه بلا حساب أو رقابة، فيشكل تحديًا إعلاميًا خطيرًا يجب مواجهته إذا كان ذا طابع سلبي ينشر الحقد والكراهية في المجتمع، ويجب مواجهته كذلك بوضع التشريعات والقوانين وزيادة الرقابة الإعلامية”.

وأضاف البنخليل “أود أن أشكر معهد البحرين للتنمية السياسية على إقامة هذه الفعالية، التي تتناول قضية مهمة تخص الوطن والمواطن، إذ تناقش الجلسات الحوارية موضوعا مهما وحساسا وهو الانتماء الوطني وسبل تعزيزه، فقيم المواطنة والانتماء تحمي الوحدة الوطنية وتماسكها، وتعزز من أسس دولة القانون والمؤسسات، ولا تلقى الظلالة على مفهوم المواطنة والتحديات التي نواجهها على المشهد المحلي في مملكة البحرين فقط، بل على جميع دول المنطقة، وفي دول الخليج تحديدًا، حيث نواجه تحديات وجب أن نضع لها حدًا خاصةً مع التحولات والتطورات الإعلامية التي يشهدها الجيل الحالي”.

الأغنية الوطنية هدفها نبيل

من جانبه، أعرب الفنان حسين الجسمي، السفير فوق العادة للنوايا الحسنة، عن سعادته في المشاركة بالملتقى الذي يلقي الضوء على تأثير الفن؛ كونه رسالة وطنية مؤثرة، وقال “الملتقى يطرح أفكارا جديدة، نيرة وجريئة، إذ يناقش قيم الانتماء الوطني وسبل تعزيزها في نفوس أبناء الوطن، ويساهم في تشكيل مدركات سياسية للأفراد من خلال إتاحة فرصة الحوار، بمشاركة واسعة من جميع أطياف المجتمع تجمع مشاركين من دول الخليج والدول العربية، وهذا ما اعتدنا أن نراه في مملكة البحرين، فهي من تفتح أبوابها دائمًا لاحتضان الجميع، وتبادر بالحوار ومشاركة الأفكار لتوسعة المدارك وتبادل الخبرات، ووجودي اليوم بينكم شرف عظيم لي”.

وفيما يتعلق بدور الأغنية الوطنية في تعزيز روح الانتماء، أوضح الجسمي قائلا “المحب يغني لمعشوقته، ولا يشترط أن تكون تلك المعشوقة تمثل شخصًا، بل قد يكون وطنًا، تعبر بحبك لذلك الوطن عبر تلك الأغنية، سواء كان بلدك أو أي بلد عربي آخر، وقد أعدت الأجيال السابقة عهدًا زاهرًا من الأغاني الوطنية التي شاركوها في رحلات الحُب والحَرب والسلّم، فوقعتها ذات ديمومة مستمرة ولها محبة خاصة بكلمات محفورة في القلوب، فلكل وطن كلمة يرددها الجميع في كل مكان وزمان، وعند الرجوع لمصدر تلك الكلمة سوف نجد أنها من أغنية وطنية أو عمل وطني، فلأغنية الوطنية هدفها نبيل وتنمي شعور الحب والولاء في النفس”.

الفن قوة ناعمة

كما عبر مدير الجلسة الخاصة بالفن ورسالته الوطنية رئيس تحرير ومقدم برامج في مجموعة “MBC” علي العليان، عن سعادته بالمشاركة في ملتقى التنمية السياسية في مملكة البحرين قائلا “أوجه خالص الشكر والامتنان للقائمين على هذا الملتقى، الذي يلقي الضوء على مفهوم التنمية السياسية ودوره في تعزيز الثقافة السياسية الوطنية، وفي الجلسة التي شاركت بها قمنا بمناقشة علاقة الفن بالسياسة، وهذا أمر مهم، فالفن يصنف من القوى الناعمة في العالم أجمع وليس فقط في العالم العربي، وله تأثير كبير في الحث على حب الوطن، ومن الرائع أن أدير جلسة تحت عنوان (الفن رسالة وطنية مؤثرة) وأن يكون الضيف هو الفنان حسين الجسمي الذي أنجز الكثير في هذا المجال”.

معًا لمنع السلبية

ومن وجهة نظر شبابية، أشاد عبدلله البندر، مقدم برامج ومبتكر محتوى في قناة سكاي نيوز العربية، بدور الملتقى في ترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية، إذ قال “سعيد جدًا بالمشاركة في ملتقى التنمية السياسية؛ خصوصًا أنه يركز على العنصر الشبابي ودوره في تعزيز المسؤولية الاجتماعية عند أطياف المجتمع كافة، بالأخص في مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام”.

وأضاف “يجب أن تكون الرسالة الموجهة من قبل المؤثرين الشباب خالية من السلبية التي أتعبتنا وأوقفت تقدم الكثير من الدول المحيطة بنا، فلابد من نشر الوعي لدى الشباب بأن هناك من يود أن يعثو في أرضك الفساد فلا تسمح له بذلك، ويركز قادتنا في البحرين والسعودية والإمارات والخليج العربي بشكل عام على المضي في خطى إيجابية، تؤمن بأهمية الشباب وتمكينهم، وكيفية الاستفادة من طاقاتهم وتعزيز مواهبهم”.

إبراز الإنجازات الوطنية

من جانبه، تطرق عمر فاروق في حديثه عن دور المقاطع المصورة في طرح الحلول، إذ أصبحت تساهم في نشر الفكرة على نطاق أوسع في المجتمعات، وأضاف “على سبيل المثال فيديو (أنا أصم) وكيف تفاعلت وزارة الداخلية مع الفيديو، من خلال تدشين خط للطوارئ خاص بفئة الصم والبكم داخل غرفة العمليات الرئيسة، حيث تعد البحرين من أوائل دول العالم تفعيلًا لخط الطوارئ بلغة الإشارة وهذه قمة المواطنة”.  وأكمل قائلًا “التوعية بالمواطنة عن طريق الإعلام هو من خلال إبراز إنجازات مملكة البحرين، خصوصًا أن التوعية في مجال السياسة تشمل كل سلوك وطني يعلي من قيم المواطنة الحقيقية، فالمواطنة قبل أن تكون حقوق هي واجبات أيضًا”.