+A
A-

50 امرأة والمنافسة العادلة مع الرجل دون مساعدة

قال حورية الديري إن دخول 50 امرأة في المعترك السياسي لهذه الدورة الانتخابية يتنافسن على مقاعد المجلس النيابي والمجالس البلدية دليل قاطع على بلوغ المرأة البحرينية القدرة الكافية في تقلد المناصب القيادية. وفيما يأتي نص المقال الذي كتبته الديري وتنشره “البلاد”:

إن المتصفح لأوراق المشهد الانتخابي الذي تستضيفه مملكة البحرين باعتباره منهجًا متكاملاً لمضمون الرؤية الحضارية وتعبير صادق عن مستوى النضج السياسي الذي بلغه المجتمع البحريني، حتمًا سيقف أمام العديد من المدلولات العميقة التي تؤكد مؤشرات المرحلة المقبلة، وما سيترتب عليها من مشاهد حضارية أخرى في مختلف جوانب الحياة.

إن دخول 50 امرأة في المعترك السياسي لهذه الدورة الانتخابية يتنافسن على مقاعد المجلس النيابي والمجالس البلدية دليل قاطع على بلوغ المرأة البحرينية القدرة الكافية في تقلد المناصب القيادية، خاصة وأنها تصدرت العديد من المواقع، وأثبتت جدارتها العلمية والمهنية محليًا وخارجيًا، ورصدت العديد من قصص النجاح التي دفعت بها لبلوغ الثقة والقدرة التي تؤهلها لدخول المنافسة العادلة مع الرجل دون مساعدة أو تمييز.

جميعنا مسؤولون عن أداء الواجب الوطني، ومسؤولون أيضًا عن حسن الاختيار وفقًا للكفاءة والاستحقاق، وهذا هو الوعي المطلوب من الجمهور بصفته المتحكم في رسم معالم المشهد في نهايته التي نترقبها بعين فاحصة، وفكر يرنو إلى حقبة سياسية حافلة بالإنجازات.    

إن ظهور مجموعة من الشباب الواعد في فقرة موسيقية وطنية معبرة في أحد المجمعات التجارية في الأيام القليلة الماضية، قد لامست القلوب بشكل كبير وعكست مستوى الالتفاف الشعبي المميز من قبل المواطنين، وعبرت عن قيمة النجاح عندما يبنى بالشراكة بين المرأة والرجل، وحتمًا وقد بلغنا أقصى درجات الوعي بما نحن فيه، والطريق الذي نريد، إنها شراكة حقيقة، وفرص متكافئة، فيخبرنا أحد الخبراء بحجم الانتشار الذي بلغته هذه الفقرة في حسابات التواصل الاجتماعي لهو تعبير عن عمق الولاء والانتماء للوطن، وتجديد للدعوة الوطنية التي تترقبها البحرين في عرسها الانتخابي المقبل.

نعم، لا خوف من دخول المرأة في هذا المعترك، وأن تخوض المنافسة بقدراتها وإمكاناتها، فقد أثبتت المرأة البحرينية الجدارة الكافية في كل ما تصبو إليه، كما عززت مكانتها بمدى إلمامها التام بنوعية الحقوق والامتيازات التي كفلت لها المشاركة الكاملة والفعالة، عبر إتاحة الفرص المتكافئة لها للقيادة على قدم المساواة مع الرجل على جميع مستويات صنع القرار والحياة السياسية والاقتصادية العامة.

أيام معدودة، تفصلنا عن لحظة رفع الستار لبدء المشهد الحضاري الذي يتطلع إلى أدوار واعية برسم معالم مستقبل جميل يقوم على مبدأ المساواة بين المرأة والرجل، وفق قواعد الكفاءة والقدرة على استدامة العطاء.