+A
A-

الذوادي لـ “البلاد”: الإحساس الحقيقي بالنسبة لي لا تكتبه إلا حروف الشعر

ترسل صيحات الإبداع في شرايين الفضاء، وتفرش الدروب بحلي وجواهر الشعر. شاعرة وكاتبة شابة كبسمة الفجر.. إنها الشاعرة نوف الذوادي التي كونت لها شخصية خاصة تنمي موهبتها وتساعدها على خوض متاهات الأدب بكل نجاح.

“البلاد” اقتربت من أنغام وعطر كتابات الذوادي عبر هذا اللقاء.

 

متى بدأتِ تكتبينَ، وكيفَ كانت بداياتكِ الأولى؟

كتبت مبكرًا، تحديدًا كتبت قصيدتي الأولى في المرحلة الابتدائية وكانت قصيدة تسري على بحر وقافية صُدمت بها حقيقة، فلم أكن أسمع الشعر لأكتبه ولم أتأثر بأي قريب لي، فقد كنت الأولى والوحيدة التي تكتب شعرًا في محيط الأهل والأصدقاء، ولكن المشاعر والأحاسيس التي كانت تغمرني هي التي كتبت القصيدة وليس قلمي.

 

ما المواضيع والأمور التي تتناولينها في كتاباتكِ؟

القلم الذي أكتب فيه شعرًا يذرف كل ما يلامسني من مشاعر لا تُباح ولا تُترجم إلا بالقصائد، فالإحساس الحقيقي بالنسبة لي لا تكتبه إلا حروف الشعر؛ لأنها تُلحن نغمًا ينفض كل ما يختلج الصدر ويُثقل القلب من حب، شوق، ألم وعتاب.

أما بالنسبة للمقالات الصحافية التي أكتبها، فهي عبارة عن رسائل كثيرة استجمعتها لأفيد بها مجتمعي، فإني أكتب في الجانب الاجتماعي وأناقش قضايا المجتمع من ناحية قانونية اجتماعية.

 

من هم الشعراء والأدباء والنقاد المفضلون لديكِ؟

أحب أن أسمع للشعراء التي تتميز أشعارهم بالروح البدوية واللغة العريقة التي لا تُستخدم كثيرًا هذه الأيام كالشاعر ضيدان بن قضعان.

كما أحب أن أقرأ لعبدالله الفيصل وبدر بن عبدالمحسن.

 

ما النقد السليم من وجهة نظرك؟

النقد الذي يُمكن لكل مرء أن يتقبله هو النقد البنّاء الموضوعي الذي يدفع للتحسين والتطور، أما النقد الشكلي والشخصي البحت الذي يكون لهدف “النقد فقط” ولهدم كل موهبة جميلة، ذلك نقد غير محمود.

 

ما الظواهر السلبية في الساحة؟

أجد أن أسوء ظاهرة متفشية في مجتمعاتنا اليوم، هي ظاهرة التقليد الأعمى، للأسف أصبح الجميع نسخا متشابهة في الشكل، الرغبات، الهوايات والطموح كذلك، وذلك أمر يدمر المجتمع؛ لأن هذا الزيف يجعلك تتعامل مع أشخاص غير حقيقيين فاقدين للكاريزما والشخصية المستقلة، وما أجمل أن يكون المرء “انعكاسًا لذاته” وليس لـ “الموضة السائدة اليوم والتي ستتبدل غدا” ليُقنع الآخرين ويسعد هو في حياته.

 

هل تؤمنين بأن هناك أدبا نسائيا يختلف عن الأدب الذكوري، أم ماذا؟

بالتأكيد هناك اختلاف بين ما تقدمه المرأة وما يقدمه الرجل، فللمرأة فكر مختلف واهتمامات مغايرة للرجل، إضافة إلى أن المرأة في كتاباتها يجب ألا تتخلى عن ثوب الحياء والحشمة؛ لتبقى أنثى محترمة.

ولكن رغم ذلك إلا أن هناك الكثير من المشاعر التي يشترك فيها الذكر مع الأنثى، فالأخلاق واحدة والأحاسيس واحدة، والشعور الذي يدفع الأنثى للكتابة هو ذاته يدفع الذكر ليفصح عما يستوطنه.

لكل أديب وشاعر خصوصيته في الكتابة.. ما خصوصية نوف الذوادي؟

بكل صراحة، أسعد كثيرا عندما أسمع الناس يقولون لي هذه قصيدتك، هذا قلمك، هذه بصمتك، أسعد عندما أجد من حولي متأثرين بقلمي وكلماتي الخاصة، ربما لم أكن أُدرك ذلك إلا عندما علمت من الناس ذلك.

بصمتي تكمن في استخدامي للمشاعر في كل كلمة أكتبها، هي ببساطة تلمس الجرح (كما يقولون). أحب الناس فأحب أن أنصحهم وأنتشلهم من الخطأ والضياع، فأكتب كل ما يجعلهم في سعادة ونشوة حب.

 

ما الصعوبات التي عانيت منها؟

في مجال إصدار الرواية، وكذلك العمل الصحافي، أقول بكل صدق بأننا في حاجة لدعم حقيقي يحتضن أفكار الشباب خصوصا تلك التي تتشبع بالفكر والرسائل الإيجابية، والتي تطور المجتمع والعقول. الأعمال الأدبية التي تستحق النشر، تحتاج تأشيرة دخول لكل بيت وقلب وليس للبقاء على رفوف المكتبات فقط. تحتاج للترويج والتسويق من قبل جهة رسمية داعمة لتلك الأعمال بشكل حقيقي و فعّال.

 

ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟

أفكر بشكل جدي في عمل ديوان يجمع كل ما كتبته من قصائد طوال أيام حياتي، وكتاب آخر أجمع فيه جميع الرسائل التي أرغب في أن تكون يومًا ما مرجع إيجابي وتطويري لكل من يحتاجها.

 

كيف ترين الإبداع الشبابي في البحرين؟

الإبداع في البحرين اليوم مفجّر ومستمر، هناك طاقات جميلة ظهرت على الساحة وأخرى خجلى تستحق الظهور، باختصار البحرين اليوم تحتضن أفكار شبابية جميلة تستحق أن تُبرَز.

 

ما الأفكار والقيم والمبادئ التي تؤمنين بها؟

أؤمن كثيرًا بأن المرء من دون قيم ومبادئ لا يتنفس، ولا يستطيع العيش مع بني البشر، لذلك أؤمن أولًا بالأخلاق والفضائل، أؤمن بالإنسانية وأهمية وجودها في علاقاتنا، بالدين الذي هو أولًا “المعاملة” وليس فقط عبادات، أؤمن بأن العطاء هو بذرة نجاح العلاقات، بأن المجتمع لن يرتقي إلا بمعرفة المرء لعيوبه وسعيّه لتصحيحها، وأن التغيير الذي ينبع من إرادة الإنسان يُصلح ذاته وينعكس بالتالي على مجتمعه.

 

باعتقادك، هل هناك محرمات في الكتابة؟

لا شيء سوى ما يحظره القانون وما يحرمه الدين وترفضه الأخلاق، وما دون ذلك بحر عميق يغرق فيه كل شيء يجول بقلوبنا من حس وعقولنا من فكر.

كلمة أخيرة؟

في الختام أود أن أشكرك أستاذ أسامة على السماح لنا بتفجير ما بالروح من مكنونات، وأتمنى أن نكون دائمًا مصدر فخر لرفعة شأن وطننا الحبيب في مجال، الأدب والشعر وفي مختلف الميادين، وأن نكون بصمة إيجابية في المجتمع.