+A
A-

الشرطة تفكك لغز “السيارة الخضراء”

لاحظ أفراد الشرطة من قوات حفظ النظام تكرار ظهور سيارة قديمة في أكثر من 10 وقائع حرق وأعمال شغب بمنطقة داركليب، والتي تبين أن المتجمهرين والمخربين يستعملونها في تعطيل حركة المرور ونقل أدوات التخريب من خلالها.

فتم البحث والتحري عن مالك السيارة بعد التعميم على أوصافها، والتي تبين أنها من نوع نيسان موديل العام 1994، ولونها أخضر، وعمن يستعملها فعليا، ما أسفر عن التوصل إلى هوية 4 أشخاص، والذين تم توقيفهم على ذمة تلك الوقائع، وتم توجيه تهم الحرق الجنائي والتجمهر والشغب عليهم. والطريف في اكتشاف هوية المشاركين في الواقعة أنه تم القبض على المتهم الأول بعدما اختفت السيارة من حوزته، فتوجه إلى مركز الشرطة ليقدم بلاغا بفقدانها، حتى يساعده أفراد الشرطة في استعادتها، إلا أنه تم القبض عليه كون أن السيارة معمم عليها ومطلوبة للجهات الأمنية ومطلوب من يستعملها.

وأثناء القبض على المتهمين الأربعة تم تحريز عدد من المضبوطات كانت بحوزتهم، تمثلت في الأدوات التي تستعمل في ارتكاب أعمال الشغب والتخريب، والتي كانت موجودة بمنازلهم.

وأثناء التحقيق مع المتهم الأول اعترف باشتراكه في جميع الوقائع المسندة إليهم، وقرر بأنه كان محبوسا على ذمة قضية مشابهة، وعقب خروجه من السجن في شهر فبراير العام الجاري 2018، التقى بالمتهم الثاني، إذ طلب منهما شخص يتواصلون معه -مجهول في القضية- شراء سيارة لاستخدامها في نقل الإطارات المستخدمة في عمليات الحرق، وبالفعل مولهما بمبلغ 150 دينارا ليتمكنوا من شراء السيارة المذكورة.

وأضاف أنه بعد حصولهما على السيارة اشتروها بالمبلغ المذكور، كما أن الشخص المجهول كان يتواصل معه لإبلاغه عن موقع وضع عدد من الإطارات المستعملة بأعمال التخريب حتى يتمكنوا من نقلها وأخذها ليتم حرقها على الشوارع العامة، مستخدمين السيارة الخضراء المتكرر مشاهدتها في أعمال الشغب، والذي اعترف أنهم شاركوا بالسيارة في 12 واقعة حرق إطارات.

وأفاد المتهم الأول أنه استمر في تلك الأعمال حتى منتصف شهر أبريل من العام الجاري، مبينا أنه كان وباقي المتهمين يقومون بحمل الإطارات من منطقة شهركان ويحرقونها في داركليب.

إلى أن حدثت مشاكل بين المتهم الأول والشخص المجهول الذي أعطاه قيمة تلك السيارة، فما كان منه إلا أن أوقف مشاركته في عمليات الحرق والتجمهر، وذات يوم اكتشف أن السيارة قد اختفت من مكان إيقافها، فتوجه مباشرة إلى مركز شرطة مدينة حمد الجنوبي، متوقعا أنهم سيساعدونه في استرجاع السيارة بعد الإبلاغ عن اختفائها، إلا أنهم قبضوا عليه كون أن السيارة مطلوبة بعدة قضايا وكذلك مطلوب من يستعملها، وبالتحقيق مع المتهم الأول بمعرفة النيابة العامة أكد أنه اشترك مع المتهمين الثلاثة الآخرين في ارتكاب الوقائع الإثنا عشر. هذا وقد أحالت النيابة العامة المتهمين الأربعة للمحاكمة على اعتبار أنهم في غضون شهر أبريل 2018 ارتكبوا الآتي: أولا: أشعلوا وآخرين مجهولين حريقا في المنقولات المبينة بالأوراق، وكان من شأنه تعريض حياة الناس والأموال ووسائل النقل العامة للخطر، بأن قاموا بتجهيز الأدوات المستخدمة في جرائمهم من بترول وإطارات وأضرموا فيها النيران بوقائع مختلفة.

ثانيا: اشتركوا في تجمهر مؤلف من أكثر من خمسة أشخاص الغرض منه الإخلال بالأمن العام وتعريض حياة الناس والأموال العامة للخطر مستخدمين العنف لتحقيق غايتهم.

إلى ذلك نظرت المحكمة الكبرى الجنائية الرابعة في القضية بأولى جلساتها، وقررت تأجيل المحاكمة حتى جلسة يوم 6 سبتمبر المقبل، وذلك للاطلاع والتصريح بصورة من الأوراق للدفاع، وندب محام للدفاع عن المتهمين الأول والثالث وإعلان المتهم الرابع.