+A
A-

السابعي: ضعف الدولار يؤدي إلى ارتفاع أسعار الذهب

بين الخبير الاقتصادي قيس السابعي، أنه لوحظ في الآونة الأخيرة ارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب، يمكن وصفه بأنه ارتفاع غير مسبوق، إذ لم تشهد السوق مثل هذا الارتفاع في السنوات السابقة، وتعود أسبابه إلى عوامل عدة، منها الظروف الجيوسياسية السائدة، مثل الحرب الروسية الأوكرانية والصراعات في الشرق الأوسط والأحداث في غزة. 
وأضاف أن هذه الظروف أدت إلى ارتفاع مستوى عدم اليقين والتذبذبات في الأسواق العالمية، ما دفع كثيرين للجوء إلى حيازة الذهب كملاذ آمن بفترات الاضطرابات الجيوسياسية، كما ينظر بعض الاقتصاديين إلى عوامل أخرى مثل توقعات تقلص معدلات الفائدة الأميركية أن تؤدي إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، ما يعزز طلبه ويؤدي إلى ارتفاع أسعاره.
علاوة على ذلك، أشار السابعي إلى أن ارتفاع أسعار الذهب يلعب دورًا مهمًا في سباق البنوك المركزية والبنوك العالمية لشراء وتخزين المعدن النفيس، حيث يُعد ملاذًا آمنًا للقيمة في حالات التقلبات الاقتصادية العالمية، ولذلك يسعى كثيرون إلى امتلاكه كوسيلة لتعزيز الاحتياطيات الاقتصادية لدى الدول والمؤسسات المالية، كما يشير بعض الاقتصاديين إلى أن انخفاض توقعات التضخم قد يعزز قيمة الذهب كملاذ آمن ويدفع إلى ارتفاع أسعاره، وتنطبق هذه الديناميكية أيضًا على أسعار الصرف؛ حيث يؤدي ضعف الدولار، على سبيل المثال، إلى ارتفاع سعر الذهب.
وهناك عوامل أخرى مثل العرض والطلب في الأسواق العالمية، حيث تزداد صعوبة عمليات استخراج الذهب وتعدينه وتصنيعه، ما يؤدي إلى زيادة تكاليفه، ولا يمكن إغفال دور المستثمرين العالميين، حيث يسعى كثيرون منهم إلى اقتناء الذهب وشراء العقود الآجلة له؛ نظرًا لتوقعات بأن الذهب سيحقق عوائد مربحة في المستقبل.
وإضافة إلى ذلك، بين السابعي أن هناك مقولة اقتصادية تقول إنه في المستقبل سيكون لصاحب الذهب قيمة أكبر من النقد والأوراق النقدية، حيث يُعد المعدن، سواء كان ذهبًا أو فضة أو غيره، مجسدًا للقيمة الحقيقية للمال، وهذا يعكس إلى حد كبير قيمة الذهب على مر العصور.