العدد 5661
الأحد 14 أبريل 2024
banner
كل سنة وبحريننا بخير
الأحد 14 أبريل 2024

مر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد، لقبناه منذ آبائنا واجدادنا بالسعيد، لأنه يأتي ومعه الفرح بالإفطار، بالحلوى وما لذ وطاب من مأكولاتنا الشعبية وعاداتنا وتقاليدنا الجميلة.
 العيد فرحة، وليس “بأي حال عدت يا عيد”, المتنبي كان يؤمن بالنفس اللوامة، كان شاعرا عظيما ينسج الأسى كخيوط العنكبوت، ويغزل الفرح كأهازيج الصبا، ويدق طبول الحرب على الذات عندما يؤنبه ضميره أو يوبخه مجتمعه علي قصيد ضل، أو قافية هربت، أو معنى أخل. عيد بأي حال نراك اليوم ونعيش أفراحك ودوننا من يموت في “القطاع“، أي أفراح وليال ملاح تلك التي نحمل لها المباخر والكعك السنوي، و “المحمر والمشمر” والحرب تفتح عيونها علينا وتشد الرحال من جيراننا إلى جيراننا، والأساطيل والجيوش الجرارة تقترب من حدودنا، هذا إن لم تكن قد وصلت بشائرها إلى مياهنا، ساعتها لا نملك إلا أن نغني “دع سمائي فسمائي محرقة، دع مياهي فمياهي مغرقة، واحذر الأرض فأرضي صاعقة”، لن يكون لدينا مطربون ولا عازفون ولا جماهير تهلل بالنصر المؤزر ولا بالفتح القريب، حروب اليوم غير الأمس، ليست بالسيوف والنبال، وليست بالدفوف والطبول، وليست بالقيل والقال، حروب اليوم فضائية، كونية بلا بشر إلا من ضحاياها، ولا أصوات إلا لحظة الدمار العظيم، ولا نصر مطلق أو هزيمة مطلقة إلا لمن رحم ربي. عيد الفطر السعيد تمنيته سعيدا كوننا نعيش مملكة الأمن والأمان والفرص المشرقة، وكوننا نعيش عصرا ذهبيا في الحريات والإبداع والتعليم الراقي، والتنوع المجتمعي والتعايش والتسامح والقبول بالآخر وأي آخر، لكن ما نقرؤه من تصريحات، من حرب أخبار، ما يأتي إلينا عبر كل شيء تقريبا لا ينبئ بخير، فنحن أمة تنشد السلام، وتنبذ الحرب، وتكره الموت، وتعشق الحياة، فبأي حال عدت ياعيد، ونحن نعيش الخوف من الغد الخارج عن المألوف، وتوازن الرعب الجاثم فوق الصدور.
اللهم أنت المغيث المعين، المهيمن، الغفور الرحيم، ارحمنا برحمتك وأغثنا بغفرانك، واكتب لنا ولأمتنا النجاة من كل مكروه والأمان من كل شر، وكل عام وبحريننا الغالية بألف خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .