العدد 5654
الأحد 07 أبريل 2024
banner
حوار لا ينقصه التحدي!
الأحد 07 أبريل 2024

كان حوارًا مباشرًا مع العمالقة، ذلك الذي أجراه طلبة وطالبات “الإعلام” بالجامعة الأهلية ليلة الثلاثاء الماضي بمقر الجامعة، كان طموح الشباب واضحًا في مرئياتهم حول مستقبلهم، وكانت حكاية شعب متمثلة في آمال جيل يسعى إلى فرصة عمل أو إلى فرصة عمر كي تستمر الحياة، ويواصل الخريج طريقه نحو بناء العائلة وتكوين مستقبل مشهود لهم، يقولون إن الفرد هو نواة المجتمع لو أحسنا تربيته، وتعليمه، سيخرج إلينا مواطن صالح، ووطن مزدهر، ويقولون: كلما كان النشء متعلمًا على اتخاذ القرار، على بناء نفسه بنفسه، وكلما أصبح ذلك القرار فرديًا أي منطلقًا من قدرة الشاب الشخصية، من موروثه الاجتماعي، ورصيده العلمي، وقدراته الخاصة كلما كان الازدهار وشيكًا، والمحصول وفيرًا، والدولة متقدمة.
من هنا حاولت القراءة المتأنية في أسئلة الطلبة وأطروحاتهم مع الصحافة، فإذا بي أجد نفسي أمام ما يلي:
أولًا: أن بعض الطلبة يعانون من مصادرة الأجيال السابقة لهم، أولياء الأمور وأساتذتهم في بعض الأحيان.
ثانيًا: أن المستقبل الوظيفي مرتبط لديهم بنوعية الدراسة التي يتلقونها في التعليم الأكاديمي.
ثالثًا: أن فرص العمل باتت محدودة لقاء تخصصهم الذي اختاروه.
رابعا: أن ما تم طرحه يبين أن فرص المستقبل لوظيفة المبيعات والتسويق وتقنية المعلومات، وبعض الوظائف الرقمية المتناثرة، كان يمثل خلال اللقاء تحديًا كبيرًا، ويطرح تساؤلًا أكبر، ولماذا تورطنا كطلبة في تخصصات لا تغني ولا تسمن من جوع؟
أخيرًا: أن التجارب السابقة التي مازالت ماثلة أمامهم لم تكن واضحة لديهم بالشكل وبالكيفية التي يمكن من خلالها الانطلاق نحو عالم أفضل باستمرار، بل ونحو اختياراتهم وخياراتهم المتعددة التي قد تلوح في مستقبل الأيام.
هذه القراءة السريعة في كتلة المخاوف والاعتبارات التي ساقها الطلبة مع “الصحافة” في أمسية رمضانية لا تنسى، كانت بمثابة فقاعة غير قابلة للانفجار، كونها تظل متدحرجة فوق مياه راكدة لسنوات ولم يستطع أحد أن يحركها مثل تلك الأمسية المباركة، ومثل ذلك الحوار الساخن المتألق.
في جميع الأحوال ليس كل ما يطلبه الشباب سوف يجدونه جاهزًا، وعلى طبق من ذهب، رغم أن دعم الدولة، ووجود مؤسسة راعية مثل “تمكين” وجامعات جديدة متخصصة، وتخصصات جديدة مواكبة، كل ذلك سوف يتيح أمام الطالب فرصًا عديدة للتعامل مع مستقبل الأيام بكل أمل وكفاءة واقتدار، وسوف يظل الطموح الطفولي القديم بالرغبة في أن ينتج أطباء ومهندسين، وأن نغرس تلك الرغبة في أبنائنا منذ المهد، قد تصبح تنشئة خاطئة حيث الطموح في مهن أخرى ومفاتيح النجاح في وظائف جديدة ربما لم تشرق شموسها بعد.
الإيجابي في مثل هذه الحوارات أنها تعد بمثابة البحث التطبيقي المتعمق في معادلة الطموح والتحدي بين أوساط أبنائنا، في مجتمعهم الذي قد يصبح مغلقًا على اعتباراته إذا لم نكن كأكاديمين وإعلاميين مدركين أن الحوار الكاشف الدائم بيننا وبين أجيالنا الطالعة خاصة مع طلابنا، هو مربط الفرس، ومحطة الانطلاق المهمة نحو آفاق أكثر انفتاحًا، ومستقبل أكثر إشراقا، وحياة أفضل على الدوام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .