العدد 5597
السبت 10 فبراير 2024
banner
تصفية واسعة النطاق لمرشحي مجلس الخبراء
السبت 10 فبراير 2024

يكفي أن نلقي نظرة على عملية التطهير والتنحية الواسعة وغير المسبوقة لمرشحي مجلس الخبراء والبرلمان للإجابة على هذا السؤال.. لماذا وصل خامنئي إلى مأزق في اختيار خليفته من قبل مجلس الخبراء. تنحية أشخاص مثل حسن روحاني الذي كان دائمًا في أعلى المناصب الحكومية منذ 44 عامًا، أو محمود علوي الذي كان وزيرًا للمخابرات في النظام لمدة 8 سنوات، والذي تم تعيينه في هذا المنصب بموافقة خامنئي، أو على وجه التحديد تنحية المرشح مصطفى بورمحمدي، أفضل دليل إيجابي على أن خامنئي في طريق مسدودة لخليفته ويريد أن يوافقه 100 % من المرشحين لمجلس الخبراء لمن يخلفه بصفته “الزعيم” و”الولي الفقيه” للمستقبل.
وجَدير بالذكر أن بورمحمدي كان بجانب إبراهيم رئيسي بسجل دموي ضد معارضي النظام، خصوصا مجاهدي خلق في مجزرة السجناء السياسيين في صيف عام 1988 في “لجنة الموت”. وفي خضم الحرب المستعرة في غزة والتي تلقي بظلالها الداكنة على المنطقة عموما وعلى النظام الإيراني خصوصا، فإن الأمر الذي صار مسلما به ولا مناص منه، هو أن النظام الإيراني انزلق في هاوية الحرب هذه شاء أم أبى، وصار طرفا فيها، إذ لم يعد بوسعه ممارسة المزيد من الكذب والتمويه بخصوص عدم علاقته بما قام ويقوم به وكلاؤه في المنطقة من نشاطات وتحركات ذات صلة بالحرب في غزة منذ اندلاعها ولحد الآن. أهم مسألة داخلية تثير ليس القلق بل وحتى الفزع لدى النظام، أن الولي الفقيه الذي يتقدم به العمر والمرض يضيق به الخناق وقد يتوفى في أية لحظة، ليس له لحد الآن أي مرشح محدد يمكن اعتباره بمثابة خليفة له، ولئن تم طرح اسم ابنه مجتبى وكذلك رئيسي كخليفتين محتملين له، ولكن يظهر واضحا بأن أيا منهما ليس في مستوى ذلك، إذ إن مجتبى الذي خسر والده هيبته كولي فقيه ما الذي سيتمكن منه لو خلفه. 
كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .