العدد 5575
الجمعة 19 يناير 2024
banner
قبس من الذكريات مع شخصيات بحرينية بارزة.. الشيخة مي بنت محمد آل خليفة
الجمعة 19 يناير 2024

تعد الشيخة مي بنت محمد آل خليفة من بين أبرز الباحثين والكتاب في مجال الكتابة عن تاريخ البحرين ورجالها العظام. وكان لها دورها الفاعل والمؤثر في المحافظة على تراثنا الصحافي، وهو هم مشترك بيننا.
فقد بحثت عن جميع أعداد مجلة “صوت البحرين” الصادرة في الفترة من 1950م إلى 1954م، فوجدت جميع الأعداد متوافرة لدى الأستاذ خالد البسام في 4 مجلدات. وجالت بخاطري فكرة إعادة طبعها مصورة طبق الأصل، وكان عائق تمويل طبعها مصورة طبق الأصل قد شغل بالي، فاتجهت إلى الشيخة مي بعد أن تقطعت بي السبل ووصلت إلى حد اليأس، فوافقت في الحال بتكفل الطباعة. وتم طبع 500 نسخة في كل نسخة 4 مجلدات وذلك في العام 2003م. وضم كل مجلد تصديرا بقلمي، بينت فيه الجهود التي بذلت من أجل إعادة طبعها.
أتذكر موقف لها في غاية الأهمية بالنسبة لتحمل نفقات طباعة الكتب المتميزة. ففي يناير من العام 2007م قابلني الفنان مجيد مرهون وهو يحمل أكداسًا من الورق تزيد على ألفي ورقة، هي ثمرة جهوده على مدى 20 عامًا قضاها في تأليف موسوعة موسيقية أطلق عليها “قاموس الموسيقى الحديث”، وهو عمل موثق والأول من نوعه في النتاج الفكري العربي الحديث آنذاك، وطلب مني مساعدته في الحصول على من يتبنى طباعة هذه الموسوعة.


لم يكن أمامي غير الاتصال بالشيخة مي لتأكدي من أنها الوحيدة التي تتفهم معنى طباعة الأعمال المميزة. لقد كانت كذلك كما توقعت، وطلبت منه تصوير نسخة من مخطوطته، إلا أنها أدركت وضعه المادي فأمرت بتصوير الأوراق على حسابها الخاص، وأرسلته إلى إحدى المطابع في بيروت التابعة للمؤسسة العربية للدراسات والنشر، وصدر الكتاب عن “مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث” في العام 2008م ضم 640 صفحة.
وجاء في الفقرة الأخيرة من المقدمة التي كتبها المؤلف: “أعتقد أن هذا القاموس سيكون ذا شمولية أكبر من القواميس العربية التي تم إنجازها وطبعها من قبل. وأملي أن يكون هذا القاموس مفيدًا لمن يقتنيه، كما أن يضيف لبنة جديدة إلى المكتبة العربية، وللثقافة الموسيقية بصورة عامة، وأن يكون رافدًا من روافد التطور”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية