الوجيه عبدالله علي كانو من الشخصيات الوطنية التي عرفها أبناء البحرين في المدن والقرى؛ نظرًا لإسهاماته في المشروعات الخيرية المتعددة التي غطت مدن وقرى البحرين. فقد ارتبطت به وبأفراد أسرته بعلاقة متميزة، ومن بينهم وبصورة خاصة الدكتور عبداللطيف كانو. ووجدت أن المال لم يغير من أخلاقيات الوجيه عبدالله كانو، بل كان كريمًا متواضعًا يحمل القيم العربية الأصيلة.
طلبت منه في يناير 2005م بناء مركز صحي بالنويدرات، فرد قائلًا: أنا على أتم الاستعداد لبناء مركز صحي بقريتكم.. بل أنا سعيد جدًا أن ألبي لك هذا الطلب، شريطة أن يتم توفير قطعة أرض مناسبة لبناء المركز الصحي. واستطرد قائلًا: إذا توافرت الأرض فسأبني مركزًا صحيًا كبيرًا ومتطورًا.
أبلغته في الحال بأن وفدًا من قرية النويدرات برئاستي تشرفنا بمقابلة صاحب الجلالة الملك المعظم بقصر الصافرية منذ أسبوع فقط، أي في 28 ديسمبر 2004م، وطلبنا من جلالته التكرم بتخصيص قطعة أرض لبناء مركز صحي، فأمر جلالته بتخصيص قطعة أرض كبيرة.
باشرت مؤسسة كانو ببناء المركز الصحي الذي أطلق عليه “مركز أحمد علي كانو الصحي بالنويدرات”، وتم افتتاحه في العاشر من مايو 2010م. وكان مركز صحيًا متطورًا ضم أقسامًا مهمة، منها العلاج الطبيعي والأسنان إضافة إلى الخدمات الصحية الأخرى.
أصدرت في العام 2009م كتابًا بعنوان “الدكتور محمد جابر الأنصاري.. المفكر والأفكار”، وتناولته الصحف المحلية والعربية بالشرح والتحليل، وعدته دار النشر (الساقي) في لندن أكثر الكتب مبيعًا في العام 2009م.
حدثت مفاجأة حول هذا الكتاب. فقد تم الاتصال بي من مكتب الوجيه عبدالله علي كانو في يوم الأربعاء 22 أبريل 2009م وتم إبلاغي بحصولي على “جائزة يوسف كانو للتفوق والإبداع”؛ مكافأة لي على أعمالي المتميزة والمنشورة وبصورة خاصة كتاب “الدكتور محمد جابر الأنصاري... المفكر والأفكار”. وعلمت فيما بعد أن ترشيحي جاء مباشرة من الوجيه عبدالله علي كانو، فاتصلت به في الحال وشكرته على نيلي الجائزة، والتي ستبقى من بين أهم الذكريات.
* باحث ومؤرخ بحريني