الأستاذ حسن سلمان كمال شاعر موهوب وإعلامي ناجح يتمتع بالذكاء وحسن التصرف. وقدر لنا نحن الاثنين أن نعيش همًا واحدًا تمثل في تنظيم معرض البحرين الدولي للكتاب بصفته مدير إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام، وبصفتي مدير إدارة المكتبات العامة بوزارة التربية والتعليم الجهة الرئيسة المعنية بتنظيم المعرض.
كانت المشكلات التي تعترض معرض البحرين الدولي للكتاب كثيرة وتحتاج إلى صبر شديد. وكان الجمهور يعتقد أن لدينا عصا سحرية في التغلب على المشكلات التي تواجهنا في تنظيم المعرض والمتمثلة في وصول الكتب والأسعار وما شابه ذلك. وعلى الرغم من المشاكل التي تعترض تنظيم المعرض، إلا أن التحديات التي واجهتنا في تنظيم معرض البحرين الدولي السابع للكتاب في العام 1996م كانت كبيرة وصعبة جدًا.
بدأت المشكلة بتكدس الكتب في جمارك البحرين؛ بسبب ما مرت بها البلاد حينذاك من ظروف صعبة، وكنا في قلق شديد من عدم تمكن افتتاح المعرض في تاريخه المحدد. وزاد الطين بلة وصول الناشرين ولم يجدوا كتبهم قد تم تخليصها من الجمارك، فزاد غضبهم.

بقي يوم واحد على افتتاح المعرض وكم كنت في قلق شديد، وكان الأستاذ حسن كمال يتصل بي باستمرار ويهدئ من روعي. وقمنا بزيارة الجمارك ليلًا وأبلغنا المسؤولين بأنه لم يبق إلا يوم غد على افتتاح المعرض. واستجاب المسؤولون بالجمارك لطلبنا وتحملوا في الواقع مسؤولية كبيرة تحسب لهم. وأخذت الشاحنات الكبيرة تنقل الكتب إلى المعرض، ولم يتم تفريغها؛ لأن القاعة مغلقة.
ذهبت إلى مركز المعارض في منتصف الليل، فوجدت الشاحنات وصلت جميعها. وبدأت أتنفس الصعداء، إلا أنه حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد أخذت الغيوم تتلبد في السماء وكان الرعد شديدًا، فطلبت من جميع السواق تغطية الشاحنات، وتم ذلك. 
رجعت إلى منزلي وكانت الساعة الثالثة صباحًا، وما إن وصلت إلى المنزل وإذا بالمطر ينهمر بشدة، فازداد قلقي على الكتب ولم أستطع النوم؛ لأنني أتوقع غضب الناشرين من تلف كتبهم ومطالبتهم بالتعويض، كما أتوقع تبرم المواطنين بسبب عدم افتتاح المعرض في موعده.
اتجهت في الساعة السادسة صباحًا إلى مركز معارض البحرين وأنا في قلق شديد. وكانت المفاجأة أن الأمطار الشديدة لم تسقط في ذلك الجزء من البحرين. وفرحت فرحًا شديدًا، وقمت على إثر ذلك بإبلاغ الأستاذ حسن كمال الذي سر هو الآخر. وتم افتتاح المعرض في وقته واحتفلنا في إحدى قاعاته باليوبيل الذهبي للمكتبة العامة بالمنامة بمناسبة مرور خمسين عامًا على تأسيسها، تم فيه تكريم الرواد الأوائل الذين عملوا بالمكتبة العامة حين افتتاحها في العام 1946م. 
* باحث ومؤرخ بحريني