كان نبيل بن يعقوب الحمر إعلاميًّا بامتياز، وهذا ما أثبتته معطيات سيرة حياته التعليمية والعملية، وهو أحد الأوفياء الذين أعتزّ بصداقتهم. 
جمعتني به العديد من المواقف، وجميعها ذكريات تتعلق بالجانب الثقافي، وبصورة خاصة دور مؤسسة “الأيام” في الاشتراك في معرض البحرين الدولي للكتاب الذي كنت أشرف عليه، من خلال حجز مؤسسة “الأيام” أكبر مساحة في المعرض لعرض كتبها، وكتب الكثير من دور النشر في الوطن العربي، الذين يمنحونها توكيلًا؛ نظرًا لسمعة مؤسسة الأيام وشهرتها.
كانت المفاجأة السارة التي أتذكرها حين كان وزيرًا للإعلام موافقته على إصدار مجلة بعنوان “الوراقة”، التابعة لجمعية المكتبات والمعلومات البحرينية التي كنت حينذاك رئيسها. وزادنا سرورًا عندما أبلغني بأن وزارة الإعلام ستتكفل بكلفة طباعة العدد الأول الذي صدر في شهر سبتمبر من العام 2002، حيث طبعت على ورق مصقول وبإخراج فني متقن. طلبت مني مؤسسة “الأيام” في يناير من العام 2005 تأليف كتاب عن تاريخ السينما في البحرين بمناسبة تنظيم “مهرجان الأيام الثقافي” في الفترة من 12 إلى 21 أكتوبر 2005. وذكر المسؤولون بمؤسسة “الأيام” أن نادي البحرين للسينما سيعقد ندوة أثناء مهرجان الأيام الثقافي في صالة معرض الكتاب. وأنهم يرون إعداد كتاب عن السينما في البحرين سيكون مهمًّا جدًّا وله أثره الخاص باعتبار المدعوين لحضور الندوة من داخل البحرين وخارجها من المهتمين بشؤون السينما والإخراج والتمثيل. لم أتردد بالموافقة على طلبهم، فقد تذكرت الخدمات الجليلة التي قدمها لجمعية المكتبات البحرينية والتي من بينها إضافة إلى ما ذكر سلفًا، رعايته حفل تكريم رواد المكتبات في البحرين ومن بينهم تكريم الأستاذ أحمد العمران، الذي كان له دور كبير في تأسيس مكتبة المنامة العامة في العام 1946م، إضافة إلى تكريم الرعيل الأول من العاملين بالمكتبة وهم: الأستاذ أحمد السني، والأستاذ محمد حسن صنقور، والسيدة ليلى جعفر الناصر.
لقد تمكنت من تأليف الكتاب قبل مهرجان الأيام بأسبوعين فقط، وتم طبعه وتوزيعه على الذين حضروا الندوة، كما تم بيع بقية النسخ ونفدت جميعها، باعتباره أول كتاب يوثق لتاريخ السينما في البحرين.
    * باحث ومؤرخ بحريني