العدد 5524
الأربعاء 29 نوفمبر 2023
banner
من الذكريات مع شخصيات بحرينية بارزة: (الوجيه راشد الزياني)
الأربعاء 29 نوفمبر 2023

الوجيه راشد الزياني رجل أعمال معروف، خدم البحرين بماله وعلمه من خلال ما أصدر من كتب تتحدث عن تاريخ البحرين مُركِّزًا على الغوص. 
بدأ حياته التعليمية بحفظ القرآن الكريم في الكتاتيب، ثم التحق بمدرسة الهداية الخليفية وتخرج منها. وكان ضمن أول بعثة دراسية في العام 1928 حيث ابتعث للدراسة بالجامعة الأمريكية في بيروت. ولما عاد شغل وظيفة مدرس رياضيات بمدرسة الهداية الخليفية لمدة سنة، نقل بعدها إلى وظيفة سكرتير في ديوان الحكومة، ثم استقال بعد ثماني سنوات وامتهن التجارة مهنة آبائه وأجداده.
كان يتصل بي في السنوات الأولى من تسعينات القرن الماضي بصفتي مدير إدارة المكتبات العامة بوزارة التربية والتعليم ويطلب بعض الكتب المحددة. وعندما تكرر طلبه من الكتب التي تتحدث عن تاريخ البحرين بشكل خاص، وذلك في العام 1994 أثار فضولي فسألته عن سر اهتمامه بمجال التاريخ باعتباره أحد رجال الأعمال الناجحين، ولم يطلب الكتب المتعلقة بالاقتصاد والاستثمار، فقال: ستعرف الإجابة بعد أشهر قليلة، فقلت في نفسي ماذا يقصد؟ إنه أمر محير.
أرسل في 12 نوفمبر 1995 ظرفًا مغلقًا مكتوبا عليه اسمي، وكتب على الظرف كلمة (مفاجأة). وعندما فتحت الظرف وجدت به كتاب (ذكريات وتاريخ) وهو كتابه الأول، فعرفت سر استعارته كتب التاريخ التي تتحدث عن البحرين، وأن كلمة (مفاجأة) هو جوابه عن سؤالي السابق.
وفي نهاية العام 1998 نشر كتابه (الغوص والطواشة) وأهداني نسخة منه، وطلب مني قراءته وإبلاغه بتعليقي على الكتاب. وبعد أن قرأته اتصلت به وقلت له: لقد غصت في البحر وأخرجت لنا لؤلؤة مكتوبا عليها (الغوص والطواشة) فسُرَّ من تعبيري هذا وقال لا تتعجب فإن هذا الكتاب خلاصة مذكرات كتبتها من واقع مشاهدتي حياة الغوص والطواشة خلال عدة سنوات.
وبمناسبة تنظيم مؤسسة (الأيام) معرض البحرين الدولي العاشر للكتاب في شهر مارس 2002، طُلِب من الوجيه راشد الزياني أن يلقي محاضرة عن كتابه (الغوص والطواشة) بمركز المعارض، فوافق شريطة أن أدير الحوار ووافقت على طلبه. وكان حوارًا مثمرًا، ودار نقاش طويل بينه وبين سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة الذي اعتبر المحاضرة أكثر من رائعة.
*باحث ومؤرخ بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية