العدد 5530
الثلاثاء 05 ديسمبر 2023
banner
من الذكريات مع شخصيات بحرينية بارزة: (الأستاذ إبراهيم العريض)
الثلاثاء 05 ديسمبر 2023

الأستاذ إبراهيم العريض قامة شامخة في سماء البحرين الثقافية، وهو الشاعر والناقد والأديب. عرفه المجتمع العربي قبل أن يتعرف عليه أبناء البحرين أنفسهم. واشتهر في عالم الشعر والأدب على المستويين العربي والعالمي وترجمة بعض أعماله إلى لغات أجنبية مختلفة.
كان لقائي به وجهًا لوجه في أوائل شهر يونيو عام 1973م عندما زار المكتبة العامة بالمنامة وسألني: هل أنت المسؤول الجديد عن المكتبة؟ أجبته بنعم. فقال ستجدني دائمًا، أتردد على المكتبة، فقلت له والسعادة تغمرني: أنا في أتم الاستعداد لخدمتكم.
منذ ذلك اليوم، بدأت أرتبط به، وأخذت أتردد على منزله بمنطقة الزنج بصورة مستمرة، وكان يعاملني بمثابة أحد أبنائه ويثق بي ثقة كبيرة جدًا. وكان منزله قبلة الأدباء والشعراء والمثقفين من أبناء البحرين، وكذلك قيام بعض السفراء العرب والأجانب في البحرين بزيارته. وزاره من الشعراء العرب الذين التقيت بهم: نزار قباني، سامي حنا، عبدالسلام المسدي، الدكتورة سعاد الصباح وغيرهم كثيرون.
عندما قررت الدكتورة سعاد الصباح تكريمه في عام 1996م وفق بادرتها تكريم الرواد الكبار في حياتهم، تم تكليفي بتحرير كتاب عن الأستاذ العريض باعتباري ملازمًا له وأشرف عليه الدكتور محمد جابر الأنصاري وعنوانه (إبراهيم العريض وإشعاع البحرين الثقافي). وكان لي الشرف بإلقاء كلمة بهذه المناسبة في حفل خاص نظم بمنزل ابنه الدكتور جليل العريض، وحضره صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وبحضور الدكتورة سعاد الصباح.
أقيم في نفس المساء بعد انتهاء الحفل الخاص حفل كبير في فندق الخليج، حيث غصت القاعة بالحضور، وألقيت كلمة ترحيبية باعتباري المشرف على تنظيم الحفل. وألقى كل من: الدكتورة سعاد الصباح والدكتور محمد جابر الأنصاري والدكتور جليل العريض كلمات حول شخصية الأستاذ إبراهيم العريض ودوره الرائد في مجال الأدب والثقافة.
من بين أهم الذكريات قيام الأستاذ إبراهيم العريض بتسليمي وثائق نادرة قبل وفاته بسنتين، وقال لي: أثق بك كثيرًا وأنت أفضل من يحافظ على ما أملكه من تلك الوثائق والتي تتضمن 400 رسالة، معظمها بخط اليد، جرت بينه وبين كبار الحكام والزعماء، ومن بينهم أمير البلاد الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، والرئيس جمال عبدالناصر، وقصر بكنغهام بلندن، وبعض أمراء آل سعود، ومنهم الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير عبدالله الفيصل آل سعود، ومن الشارقة الشيخ صقر بن سلطان القاسمي، إضافة إلى الرسائل المتبادلة بينه وبين كبار الشعراء في الوطن العربي.
وعندما أسست الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بيت العريض (بيت الشعر)، قمت بتسليم جميع الرسائل والأوراق النادرة وعشرات المجلات العربية التي نشرت بعض نتاجه إلى الشيخة مي في الأول من أبريل عام 2006م.

*( باحث ومؤرخ بحريني)

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية