العدد 5570
الأحد 14 يناير 2024
banner
عطلة منتصف السنة
الأحد 14 يناير 2024

لم تكن عطلة منتصف السنة، بالنسبة للهيئات الأكاديمية والإدارية في الجامعة الأهلية تحديدا، نزهة لالتقاط الأنفاس، ولا هي مرحلة استرخاء أو صمت يسبق أية عاصفة، لقد دخلنا العطلة وأمامنا مشاريع، وخلفنا تحديات، ونصب أعيننا مسؤوليات، الإعداد والتجهيز السليم عادةً ما يقود إلى نتائج باهرة إلى تحقق لا يمكن الاستغناء عنه أو التغاضي عن تأهيل مخرجاته.


نصف عام قادم بدأنا في الإعداد له من آخر يوم بالفصل الدراسي الأول، ونصف عام قادم ننظر إليه بكثير من التفاؤل والأمل، بقليل من الاستعلاء والاستغناء، فالمنظومة التعليمية أصبحت على قلب رجل واحد، مشروع شراكة حضاري نهضوي تنموي ننظر إليه بعين الاعتبار، تنوير لا يمكن غض الطرف عنه أو تجاهل أهميته بالنسبة إلى مملكة البحرين.


التعليم ثم التعليم بعد أن كان الشعار مبتدِئًا بالمُعلم ثم المُعلم، أيهما أو كلاهمها يضع جميع الأحصنة العفية أمام العربات المحصنة، وأيهما أو كلاهما لا نريد أن نسبق بهما الأحداث، أو نشد من خلالهما الرحال نحو المستقبل إلا وفي أيدينا ما نسعى إليه من تعليم أكثر توافقًا مع تكنولوجيا المستقبل، وملء قلوبنا إيمان بأنه لا يحك جلدك مثل ظفرك، وأن النهضة العلمية هي التي يجب أن نعمل من أجلها، سواء كنا على مشارف نصف عام دراسي جديد، أو أننا نعمل من خلال استراتيجية بعيدة المدى على طريق النماء المستدام لمملكتنا الحبيبة البحرين.


نصف عام قادم بدأنا في إعداد العدة له ونحن مؤمنون أشد الإيمان بأن إعادة المُعلم لمكانته في المجتمع يُعد بمثابة ضربة البداية، وأن التعامل مع التقنية الفارقة باحتراف ما هو إلا حجر زاوية يمكن البناء عليه من أجل تخريج أجيال تفهم في حوكمة الأعمال، وتدرك أن تلك الحوكمة تضع مصيرنا العملي على منصات الإجادة والقبول بالتحدي، والاعتراف بالاعتماد الأكاديمي الإقليمي كأداة عبور بيننا وبين الأشقاء والأصدقاء.


ونحمد الله ونشكر فضله أن هذا الاعتماد قد تم الاعتراف به من السلطات التعليمية في المملكة العربية السعودية الشقيقة، تبقى فقط دولة الكويت بما لها من دور مهم في القطاع التعليمي بالمنطقة، يبقى أيضًا أن يمتد الاعتراف بالاعتماد الأكاديمي لجامعاتنا الخاصة تحديدًا من الدول الشقيقة الأخرى هدفًا مشتركًا مع مجلس التعليم العالي بمجلس أمنائه وأمانته العامة الذين لا يألون جهدًا في سبيل أن يكون لنا الدور الطليعي الطبيعي في بناء مركزًا بحرينيًا للإشعاع والتنوير، بحيث تصبح المملكة بوسطن الخليج، وتصبح المنظومة سباقة كعادتها في الشأن التعليمي والعلمي.


إن الأمم المتقدمة ما كان لها أن تتقدم إلا وكان العلم هو طريقها، وهذه الدول ما كان لها أن تسبق العالم وتقوده في مختلف المحافل إلا وكانت العلوم المحدثة هي الفارس الهُمام الذي اخترق الضاحية في المهد وأصبح له الدور المتعاظم في علاج مشكلات الكون، وتضميد جراح الإنسانية، والدفع بعجلة الحياة نحو آفاق أرحب وعوالم أفضل.


إننا، وعلى بُعد أمتار قليلة من الفصل الدراسي الثاني، نستطيع أن نقولها بالفم الملآن أننا أمام استحداث برامج جديدة، أهمها وأكثرها نضارة وفاعلية هي الدكتوراه في الإعلام الرقمي وتكنولوجيا الاتصال، وأهمها وأكثرها تأثيرًا تلك البرامج التي دخلت منذ الفصل الدراسي الأول ومن بينها الماجستير في المحاسبة الجنائية، وتكنولوجيا المعلومات، وعلوم التغذية والعلاج الطبيعي والعلوم الصحية، وغيرها من البرامج التي ثبتت جدواها وأهميتها واحتياجات أسواق العمل والبلاد لها، وكل عام وتعليمنا بألف خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .