العدد 5549
الأحد 24 ديسمبر 2023
banner
البحرين والكويت... عهد جديد
الأحد 24 ديسمبر 2023

عهد جديد في العلاقات التاريخية التي تربط الشقيقتين الكويت والبحرين، عهد يبزغ مع أمير دولة الكويت سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي حلف اليمين الدستورية قبل أيام قلائل، خلفًا لشقيقه أمير الكويت الراحل سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح (طيب الله ثراه).. دائمًا ما ندفن أحزاننا في قلوبنا بعد أن نودع الأحبة إلى مثواهم الأخير.. دائمًا نبدأ يومًا جديدًا نتطلع فيه إلى غد مشرق بإذن الله..
ومن حسن الطالع أن العلاقات البحرينية الكويتية تكتسب أهمية خاصة لكلا البلدين والشعبين الشقيقين، وأن علاقات ووشائج القربى والمحبة سوف تظل تحت أي ظرف تاريخي بمثابة الحلقات المتصلة التي لم يصبها الوهن على المدى من التاريخ.
معروف أن دولة الكويت بمواقفها الأخوية والعروبية الشجاعة كانت وستظل بؤرة تحرك إقليمي، ودافعا خليجيا قويا للارتباط أكثر بقضايانا القومية وعلاقاتنا الثنائية، وأحلامنا العربية، ستظل دولة الكويت محل النفس عندما نتحدث عن هم هنا وآخر هناك، عندما نحزن على فقيد أو نفرح من أجل حدث مهم.
نتحرك معًا يدًا بيد وقلبًا على قلب من أجل أن تصبح بلادنا أفضل، ومن أجل أن يكون لدينا الأمل في حياة أكثر ازدهارًا وإشراقًا وتقدمًا، ومن أجل أن تكون لحمتنا ووشائج قرابتنا أكثر ارتباطًا وصلابة وديمومة وتألقًا.
لقد رحل الأمير نواف الأحمد وترك خلفه إرثًا من السير العطرة، والمواقف العربية الشجاعة، والحرص الكبير على أن يكون لدى أمتنا كلمة مسموعة بين الأمم، ودور مؤثر وسط المجموعة الدولية، ترك سموه (طيب الله ثراه) أثرًا طيبًا في نفس كل بحريني، تمامًا مثلما تحقق ذلك لكل كويتي شقيق، بل لكل خليجي وعربي قريب.
وها نحن اليوم نشهد مبايعة شعب الكويت الشقيق لخير خلف لخير سلف، لسمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، معلنًا البناء على ما فات، واستكمال مسيرة النماء والازدهار لدولة الكويت الشقيقة وشعبها الوفي.
ما نأمله أن تكون علاقاتنا أكثر ارتباطًا بقضايانا المحلية والإقليمية، وأن نصبح في جميع الأحوال على أعلى درجات التحقق والمتابعة للتحديات التي تحدق بأمتنا، وللأولويات التي فرضت نفسها على الساحة، ولمختلف الظواهر التي بات علينا التعاطي معها بكل أهمية وحرص على التعاون والتنسيق والتكامل.
هذا في حد ذاته يجعلني أتحدث عن التعليم، وعن العلم، وعن العلاقات التاريخية التي تربط مملكة البحرين بدولة الكويت، هذا المجال الوجودي الحيوي المهم، التعاون الأكاديمي بين الدولتين الشقيقتين له تاريخ، له أثر على كل كويتي وكل بحريني، أنا شخصيًّا تلقيت تعليمي الأكاديمي بدولة الكويت، حتى الجامعة الأهلية التي شرفت بتأسيسها شاركني في مشروعها أشقاء أعزاء من دولة الكويت، وتخرج منها عشرات من الطلبة الكويتيين، الذين نفخر بوجودهم في مواقع تنفيذية عليا بالدولة الشقيقة.
وها نحن اليوم نسعى جاهدين لاستكمال المسيرة عبر تعاون وتفاهم وتنسيق لعودة المياه إلى مجاريها؛ لتصبح خطوط الطيران التي تحمل آلاف الطلبة من الكويت إلى البحرين وبالعكس، على ما كانت عليه حتى العام 2014 وربما بعده. أملنا كبير أن يستمر هذا التعاون ليصل إلى ما نصبو إليه لأبنائنا في البلدين الشقيقين، وما نحمله من رسالة علمية مقدسة للأجيال الطالعة، وتلك التي أنهت دراستها الأكاديمية بكل نجاح وتوفيق. سَلِمتِ يا كويت من كل شر، وسَلِمَ شعبك الوفي الشقيق، والله الموفق والمستعان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية