العدد 5542
الأحد 17 ديسمبر 2023
banner
عيد وطني مجيد
الأحد 17 ديسمبر 2023

رغم كل شيء نعيش هذه الفترة بهجة أعيادنا الوطنية وأيامنا المجيدة، إنجازاتنا التي تحققت على مدى العمر من السنين، أهدافنا التي بلغنا مرتجاها على طريق الوصول الذي اجتزناه من الخطوة الأولى حتى آلاف الأميال البعيدة.
أيامنا الوطنية “العيد الوطني المجيد وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم”، تذكرنا بالخالد في جيلنا، وفي الأجيال التي سبقتنا، وبالمتحقق من أحلامنا منذ العصر الباهي الذي نعيشه الآن وعلى المدى من السنين.
تحقق على المدى من التاريخ الكثير، بفضل الإخلاص في العمل والوفاء للوطن، وتعظيم الموارد، وترشيد الإمكانات، تحقق السبق في الصيرفة والتجارة وتأكيد الهوية، وتحقق الأكثر في التعليم والتعلم والتمركز الإقليمي عند محطة التنوير والإشعاع العلمي والحضاري على مختلف المستويات، وعلى أكثر من منحى صاعد.
في التعليم تحديدًا وهو ما أعتني به منذ نعومة أظفاري تحقق الكثير، فعلاوة على أننا أطلقنا التعليم الأولي النظامي منذ أكثر من قرن، فإننا نقترب من الربع قرن على صعيد إطلاق أول جامعة خاصة في مملكة البحرين، وهي الجامعة الأهلية التي تشرفت بتأسيسها بدعم من القيادة الحكيمة ومشاركة نخبة من خيرة علمائنا وأكاديميينا ورجال أعمالنا على مستوى البحرين والمنطقة.
تحقق الكثير وما زال أمامنا الأكثر، تحقق الانطلاق، وما زال أمامنا التطور الكبير، تحققت لدينا الفكرة وما زلنا أمام الصعود الأكبر على منصة توطين المعارف والعلوم، وإنتاج الحلول التكنولوجية للقضايا الإنسانية والحاجات التنموية والمعضلات العلمية.
حققنا الجودة في التعليم والحوكمة والاعتمادية ومأسسة الجامعات، وما زال أمامنا الابتكار والتميز ومنافسة أمهات العلوم في الاختراعات والتقنية الفارقة وخوارزميات الزمن المتسارع الرهيب.
وها نحن اليوم نحتفي بأيامنا الوطنية المجيدة والألم يعتصر نفوسنا على أهلنا في غزة، لكن الاحتفاء بأمجاد الوطن يضيف إلينا دفعة جديدة، وأملا كبيرا، في أن ما تحقق في الماضي يمكنه التحقق في الحاضر والمستقبل، وأن انتصاراتنا على الطبيعة ومحدودية الجغرافيا، ووعورة الدروب يمكن أن يتكرر مع فلسطين المغتصبة، بل وفي كل وطن عربي يعاني ويخجل من الشكوى، مهدد ولا يُظهر عدم الاستقرار.
هكذا تبدو الحالة الإقليمية للعديد من بلادنا العربية الشقيقة، وهكذا نحاول أن نستلهم العبر والدروس من تاريخ بحريننا الغالية، من أيامه المجيدة التي شهدت المعاناة مع المستعمر والمناجاة مع الأمل، والارتباط بالكفاح والاجتهاد حتى نلنا الحرية والاستقلال، وأصبحنا أمة ملء السمع والبصر.
هكذا كنا، وهكذا أصبحنا، وهكذا نرجو من الله العلي القدير أن نواصل المسيرة، وأن نضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض، جميعًا من أجل وطن أقوى وأكبر، وجميعًا من أجل إنجاز بعد الإنجاز، وجميعًا من أجل أيام جميلة لم نعشها بعد، وكل عام وبحريننا الغالية بألف خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية