أعتقد بأنه آن الأوان لإنشاء هيئة بحرينية خاصة تعنى بصناعة ورعاية الأفلام السينمائية، وهو ما يمكن أن يأخذ أشكالاً متنوعة، هدفها الأساسي التأسيس لصناعة سينمائية بحرينية، ودعم المواهب الوطنية، والترويج للبحرين من خلال استقطاب الإنتاجات السينمائية العالمية، وهي إحدى الركائز الأساسية للاستراتيجية السياحية المعلن عنها في نوفمبر من العام 2021.
لا شك بأن صناعة السينما تحتاج إلى ميزانيات ضخمة، وقد يكون الأمر الذي يعيق هذه المهمة، إلا أن سبل تنفيذها على أرض الواقع تصبح ممكنة، خصوصا إن كان القطاع الخاص شريكاً أساسياً بها، وداعماً رئيسياً من أجل إنجاحها وتحقيق مبتغاها؛ إذ يعد دور القطاع الخاص مهماً جداً بالشراكة مع الجهات الحكومية المعنية، والذي يمكن له أن يشكل البيئة الخصبة لصناعة سينمائية واعدة. إن التجارب في المنطقة عديدة، ومنها تجربة هيئة الأفلام السعودية التي بدأت في العام 2020، وتسعى إلى دعم القطاع السينمائي السعودي، وتحفيز المواهب السعودية للإنجاز المشرف في هذا المجال، كما أنشأت دولة الإمارات العربية المتحدة في العام 2009 لجنة أبوظبي للأفلام، وذلك لدعم صناعة السينما والتلفزيون، ووفرت تسهيلات جبارة لشركات الإنتاج المنفذة لأعمالها في الإمارة، ومنها استرداد نقدي بنسبة 30 % على الإنفاق الإنتاجي، وغيرها من تسهيلات لتحريك العجلة الدرامية وتحقيق الفوائد الجمة من ورائها.
هذه التجارب الرائدة وإن كانت وليدة سنوات قليلة، إذا ما قورنت بمساعي دول أخرى قطعت شوطاً طويلاً في المسيرة السينمائية، إلا أنها تجعلنا مدركين تماماً أهميتها، وتحفزنا للانضمام إلى الركب، لأجل تحقيق تطلعاتنا السينمائية التي لا تعد وليدة اليوم، بل وليدة البدايات الأولى التي عرفت فيها المنطقة السينما ابتداءً من البحرين.

كاتب وأكاديمي بحريني