العدد 5501
الإثنين 06 نوفمبر 2023
banner
كمال الذيب
كمال الذيب
سؤال بلا جواب
الإثنين 06 نوفمبر 2023

سؤال مهم وصلني من الصديق حسن استوقفني: لقد شاهدنا كيف وقفت أغلب شعوب العالم، خصوصاً في البلدان الغربية مع الحق الفلسطيني في الاستقلال والحرية والكرامة، وضد الإبادة الجماعية والعنف الوحشي واللاإنساني، حيث أبادت إسرائيل إلى حد الآن الآلاف من المدنيين، وأغلبهم من الأطفال والنساء والعجائز، ودمرت مئات الآلاف من المساكن والمرافق العامة ولم تترك شيئاً على وجه الأرض إلا وضربته بعنف ووحشية. والسؤال إذا كانت الغالبية العظمى من هذه الشعوب الغربية التي تعيش في بلدان يفترض أنها ديمقراطية، وتوجهاتها العامة مع الحق ضد الاحتلال ومع السلم ضد الحرب، ومع الكرامة الإنسانية ضد الإذلال، ومع القانون الدولي ضد البلطجة، في حين حكوماتها المنتخبة ديمقراطيا تقف وبفجاجة ضد الرأي العام الذي انتخبها، فمن تمثل هذه الحكومات إذاً؟ وإذا كانت هذه الشعوب تقف مع الحق المهدور، والحكومات تقف على النقيض من ذلك تماماً فهناك مشكلة ومفارقة!
قلتُ للصديق: السؤال منطقي لأنه يعكس مفارقة سياسية وإنسانية موجعة، لكن السؤال ذاته يحمل في طياته الجواب، وهو أن أغلب هذه الحكومات محكومة بإرادة ضاغطة أقوى منها، وهي في جميع الأحوال ليست الإرادة الشعبية. لقد رأينا ذلك في الحروب السابقة وبالطريقة نفسها تقريباً. فقرار احتلال العراق جاء من خارج القانون الدولي والإرادة الدولية، ورأينا كيف تظاهرت شعوب العالم بالملايين في أكبر المدن الغربية، دون جدوى. وذلك لأن قرار الحرب ليس قراراً يتخذ بشكل ديمقراطي أو بالاستفتاء الشعبي... إنها القوى التي تحكم العالم وتسيّره في ظل القطبية الأحادية التي فرضت هيمنتها منذ العام 1991 وحتى اليوم. أما قصة الديمقراطية فهي مثل قصة حقوق الإنسان، فقد أصبحت مجرد ورقة ترفع متى ما يريدون وتسحب من التداول متى لا يريدون. لقد انكشفت الحقائق يا صديقي من زمن بعيد فالحق مثل الحرية إذا لم تسنده القوة فلا وجود له ولا قيمة.
همس
يقول الزعيم البوسني علي عزت بيجوفيتش: “حين ينتهي كل شيء لن نتذكر كلمات أعدائنا، بل سنتذكر صمت أصدقائنا”.
* كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية