أراد مجموعة من الأطفال مشاهدة فيلم كرتوني، إلا أنّ الفيلم تضمن لقطة قصيرةً لشابين – من جنس واحد - في وضع مُخل، فما كان من والدهم إلا أنْ رفض بشكل قاطع استكمالهم مشاهدة الفيلم ومنعهم من رؤيته بعد تلك اللقطة، فقالوا لأبيهم: إنّه ليس من العدل الحكم على فيلم كامل من أجل لقطة مرّت سريعاً! وفي اليوم التالي، أحضر لهم كعكة ذات شكل جذّاب ورائحة طيبة، فانتابهم فرح وسرور. لكنّه قال لهم: من المهمّ أنْ أصارحكم بوجود قطعة صغيرة جداً في الكعكة تركت عليها ذُبابة شيئاً من فضلاتها، فيما بقية الكعكة لا غبار عليها! غير أنّهم رفضوا أنْ يتذوقوها، وقالوا له: الكعكة يجب أنْ تُرمى كلها في القمامة. فقال لهم: لم أفهم أين المشكلة! كانت قطعة صغيرة جداً من قذارة تلك الذُبابة ولن تشعروا بها، فليس من المعقول أنْ تحكموا على الكعكة كلّها بسبب قطعة صغيرة جداً! فأجابوه: لأنّ هذه القطعة رغم صغرها تُفسد الكعكة كلها ولا تصلح للأكل أبداً. حينها ابتسم الأب وقال: صحيح، والكعكة كالفيلم الكرتوني!
أجل.. أسهم الانجذاب المتماثل – أكان شعورياً أو رومانسياً أو.. - بين فردين يتماثلان في نوع الجنس أو ما تعارف على تسميته في وقتنا الحاضر بـ”المثلية” الجنسية التي شاعت في ألمانيا عام 1869م، على تغيير مواقف المجتمعات البشرية عبر الزمن، واعتبرت هذا السلوك خطيئة ساعدت على “كبتها” القوانين والأعراف والأحكام والعقوبات، وأجمعت حولها الآراء بين الديانات والطوائف المختلفة، حيث اعتبرتها اليهودية والمسيحية خطيئة وممارسة غير أخلاقية ومخالفة للفطرة وفاحشة وإهانة لجنسي الذكر والأنثى، وزاد في تحريمها ما أجمع عليه المسلمون من إضرارها المُثل الاجتماعية وانتكاس الفطرة واختلال الآداب بنشرها الرذيلة والإفساد والجناية على حقوق الجِنسَين.
نافلة:
المثلث الوردي وعلم قوس قزح بألوانه الستة أو ما يُطلق عليه بـ “علم الفخر” الذي يرى فيه المثليون والمثليات منذ عام 1978م حرمانهم لعلّة تعدّد ميولهم واختلاف هويتهم الجنسية، هو داء عضال يظل محلّ استنكار عقلاء البشر قِبَالَ دعاوى الحريات الشخصية من الذين جعلوا عالي الصورة سافلها حين أضحت العفة فيها (جريمة!) بعد أنْ حضرتها شرائع السماء مجتمعة لمخالفتها الصريحة الطبيعة البشرية السوية واعتبارها ظاهرة شاذة منفرَّة لأشنع المعاصي وأشدّ الذنوب.
* كاتب وأكاديمي بحريني