العدد 5450
السبت 16 سبتمبر 2023
banner
وزارةُ الداخليةِ.. التفاتةٌ رِيَادِيَةٌ
السبت 16 سبتمبر 2023

أظهرت نصوص المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، أهمية كبرى بقضية تلقّي العلوم والمعارف، ولاسيّما في المؤسسات العقابية ودُوْر الإصلاح والتأهيل، استناداً على مبادئ وأهداف ترتكز على فاعلية التّعلم والتعليم في تنمية الأفراد ورفعة المجتمعات وتفاعلاتها الإنسانية الواضحة على حياة النزلاء ودورها الفاعل في إعادة التأهيل المجتمعي وتلبية احتياجاته التثقيفية بعد أنْ أُثْبِتَ عِلمياً أنّ تعليم النزلاء ومن في حكمهم في أماكن الاحتجاز، يُعدّ أحد المداخل الرئيسة في تنفيذ السياسات العقابية "الحديثة" التي تستهدف التأهيل والإصلاح، ومن ثَمّ إعادة الإدماج في شتّى البرامج كبرنامج محو الأمية الأساسية ومعادلة المدارس الثانوية والتعليم المهني والفني والتعليم العالي، علاوة على الأنشطة البدنية والفنون الحرَفية التي تحول دون فشلهم في التعليم واستمرارهم فيه، بما يضمن تقليل معدلات العودة إلى الإجرام وتوفير تكلفة عقوبات السجن المستقبلية.

على المستوى المحلي، اجتماع مواد الفصل الثالث الخمس مع بعضها في النظام الداخلي، والتي أفردها قانون رقم (18) لسنة 2014م لمؤسسة الإصلاح والتأهيل؛ جاءت لتؤكد الحقّ الأصيل للنّزلاء في التعليم – بنوعيه الجامعي وما قبل الجامعي - والتسجيل في المناهج العلمية والمهنية التي يرغبون في استكمال دراساتهم فيها، وتأدية امتحاناتهم بعد أنْ يتمّ توفير مصادر المعرفة المطلوبة من الكتب والمطبوعات والصحف والمجلات وغيرها، علاوة على تخصيص البرامج الخاصة بالندوات والمحاضرات التثقيفية والترفيهية وتضمينها المنح والمكافآت المالية والعينية لحفظة القرآن الكريم ومقدمي الأبحاث والأعمال الفنية أو الحرفية المتميزة.

نافلة:
قِيْل إنّ "التعليم والثقافة رافعتان أساسيتان للإصلاح والتغيير"، وعليه شِيْعَتْ مبادرة تمكين النزلاء في مراكز الإصلاح والتأهيل من مواصلة دراستهم الجامعية العليا التي أُولجَتهَا وزارتا التربية والتعليم والداخلية، حيث تَرْجَمَتْهَا الأولى بحرصها والثانية باهتمامها، حتى بدا واقعاً ملموساً بعد تأكيد وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة الرامي لتعزيز مسيرة العمل التكاملي مع الجهات الرسمية والأهلية الأخرى والسعي لتنفيذ أفضل المُمارسات التشاركية، ولاسيّما في رعاية حقوق فئة نزلاء السجون وتلقيهم العلوم الإنسانية وتلبية رغباتهم في نَهْلِ المعارف المختلفة التي تجلّت في باكورة تسجيل ما يزيد على (160) نزيلاً من أجل مُواصلة دراستهم العليا بمؤسسات التعليم العالي، بعد توفير المنظُومة التعليمية الملائمة وإتاحة الفرص الدراسية التي تُعبّر عن مكنوناتهم في مُتَعَدد التخصصات، والإسهام في تعزيز مهاراتهم وتنمية قدراتهم وصقل مواهبهم على سبيل تمكين ذواتهم وتطوير مجتمعاتهم والنهوض بأوطانهم.

كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية