بجانب ما تحتاجه التنمية الوطنية إلى موارد مالية وبشرية وإدارية، فهي تحتاج كذلك إلى محتوى إعلامي هادف يستجيب للخطط والبرامج التنموية، وهذا الدور يؤكد أهمية الدور المحوري للإعلام بكل أنواعه لدعم التنمية وتحفيز المشاركة المجتمعية، حيث يتميز الإعلام بالدور الرقابي على أداء مختلف الإدارات بغية تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين ومعالجة مختلف قضايا المجتمع. وأن يكون للإعلام دور جوهري في تعاطيه مع ما يتعلق بتعزيز التنمية والمشاركة المجتمعية، والتركيز على استدامة العملية التنموية والاستفادة من الموارد المتاحة وإعادة توظيفها لتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وأن يتم التعاطي معها بطريقة أكثر فاعلية.
وأكثر ما يحتاجه الإعلام الهادف إلى الصدق في طرح المشاكل والقضايا بتنوعاتها، وإلى النزاهة في تقديم المعلومات، فغياب المعلومات وحجبها يعود لغياب التكامل والتنسيق والتخطيط بين السياسات الإعلامية والاقتصادية والاجتماعية، وهو مسلك سلبي يضعف دور الإعلام التنموي باعتباره الجهاز العصبي لعملية التنمية وقلبها النابض، وحتى يُحقق الإعلام الهادف هدفه لابد من تمكينه من النقل والرصد الموثوق بالمعلومات، وهو اتجاه يجعله قادرًا على كشف السلبيات وتعزيز الإيجابيات والارتقاء بها للأفضل لمختلف قضايا التنمية الوطنية.
إن بناء منظومة إعلامية تنموية قوية بمحتوى إعلامي هادف وناضج يعمل بمنهجية دقيقة تمتلك خطة عمل متكاملة وواضحة الأهداف وفق رؤية مستقبلية تؤدي إلى تعزيز وتفعيل دور الإعلام في تحقيق التنمية الشاملة والمشاركة المجتمعية. فالإعلام الجيد يعمل على دعم السياسات التنموية، وبناء قدرات بشرية إعلامية تتميز بالكفاءة الإعلامية، ما يجعلها ذات قدرة متقدمة على التعبير عن واقع وأهداف التنمية بكل مجالاتها، فالإعلام أداة مهمة لنشر الوعي الاجتماعي والإنساني والمعرفة بتنوعاتها باعتماده على المحتوى الإعلامي الهادف الذي يُساهم في الارتقاء بالرسالة الإعلامية وتحقيق رؤيتها ومضامينها. فالإعلام فضاؤه واسع ليتيح للجميع القدرة على التعبير بما يؤدي إلى تحقيق الوظائف والمقاصد الحقيقية للإعلام الهادف بمواصفاته ومقوماته الأساسية.
كاتب وتربوي بحريني