العدد 5443
السبت 09 سبتمبر 2023
banner
وزيرُ التربيةِ والتعليمِ.. شُكْرَاً
السبت 09 سبتمبر 2023

كشفت الباحثة (ماري واكير) من مدينة “كولورادو” بولاية نيو ميكسيكو الأميركية أنّ نتائج الدراسة التي شاركت فيها، أثبتت أنّ تقليص ساعات التمدرس اليومية وخفض عدد أيام الدراسة الأسبوعية الذي استهدف تقليل المصاريف المدفوعة من قبل الحكومة والمدارس وأولياء الأمور؛ أدى إلى زيادة معدلات تحصيلهم ورفع درجاتهم في الأنشطة والاختبارات المُعطاة بأنْ حصلوا على النتائج العالية التي كانت (مُخالِفة) تماماً للتّوقعات و(خِلافاً) للاعتقاد السائد سلفاً بأنّ تقليص الساعات وخفض الأيام الدراسية، سيترك أثره السلبي على تحصيلهم الأكاديمي، وسيزيد فرص نسيان المعلومات التي تعلموها، بل ازداد منسوب هذا التحصيل مع مرور الوقت، وهو ما أكد وجود العلاقة الوثيقة بين تقليص ساعات التمدرس اليومية وخفض عدد أيام الدراسة الأسبوعية من جانب، وتحسين المستوى الأكاديمي للطلاب وزيادة إنتاجيتهم المعلوماتية من جانب آخر.


المؤسسة المدرسية، وعلى الرغم من أنّها واحدة من إحدى المؤسسات التعليميّة التي يتلقى من خلالها أبناؤنا الطلبة العديد من العلوم في المراحل الثلاث الإلزامية المعروفة، ويتزودون فيها العلوم الضروريّة من أجل صلاح المجتمع وتقدّم الأمم وحمايتهم من الضياع وتوجيههم إلى الصراط السليم وتنمية شخوصهم واكتشاف مواهبهم وتحميلهم المسؤوليات تحت سقف واحد، إلا أن العديد منهم – أي من أبنائنا الطلبة - يتذمر من الذهاب إلى المدرسة لكسب المزيد من أوقات المرح واللهو خارج أسوارها بعد أنْ اعتادوا الأوقات (المشحونة) بالواجبات والفروض المنزلية المُتلازمة مع الاختبارات والامتحانات الصفية والمهمات والفرائض اللاصفية المُتواكبة مع العادات الأسرية (الفائضة) بإيقاعات المدرسة التي يخضع فيها الأبناء للتجارب القاسية؛ لتترك بتقلّباتها البُيولوجية على أجسادهم وتتحكّم باختلافاتها الفِيزيولوجية على أدمغتهم التي تُضعف - بدورها - أداءهم الإدراكي وتُخفّض تحصيلهم المعرفي.


نافلة:
قرار تطبيق الجدول الزمني الجديد للعام الدراسي 2023 - 2024م الذي أعلن عنه وزير التربية والتعليم مؤخراً، دون مساسه بالعطل والإجازات الرسمية لجميع المراحل الدراسية في المدارس الحكومية البحرينية؛ جاء نهضوياً بلا مُنازع لما سيُحَققه من أهداف منشودة تُسهم في تهيئة الأجواء للطلبة، وتُسّهل على أولياء أمورهم في سبيل بناء علاقات إيجابية متبادلة تُوفر الصفاء الذهني وتُحقّق الإنجاز العلمي بمختلف مناشط التعليم والتدريب التي تستنهض هِمم الفكر وتزرع أطياف العلم وسط أجواء التأثيرات التي يتركها روتين الدوام المدرسي على الحياة الاجتماعية والأسرية لأبنائنا الطلبة، والذين أفقدهم الوصول المتأخر خلال أوقات الذروة العصيبة وزحمة الشوارع الخانقة “نعمة” التّجمع الأسري وضياع “لمّة” الغداء الهانئة.. وشكراً سعادة الوزير.


* كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية