قريبا سأنشر تحقيقا صحافيا عن “النقد الأدبي في البحرين”، ومن محاسن الصدف شاهدت قبل أيام برنامجا ثقافيا على إحدى الفضائيات العربية تحدث فيه الضيوف عن إشكاليات النقد في العالم العربي من عدة زوايا، فأحدهم قال إن أزمة النقد الأدبي الحديث في العالم العربي ناشئة عن عدم وجود حركة متماسكة، بمعنى أن الظواهر النقدية تنشأ بشكل فردي وفي كل بلد عربي على حدة، ثم إن أسباب الأزمة كامنة في عدم التخصص في كتابة النقد، وعدم وجود وسائل نشر مجموعات نقدية، بينما رأى الآخر أن الأزمة كامنة في النقاد المتخصصين الذين يعيشون للنقد، وأن فعالية النقد والناقد في حال توفر الناقد لا حدود لها، والأزمة كامنة في الرقعة التي يحتلها النقد في الحياة الأدبية. 
وخرج الثالث برأي مغاير مفاده أن كثيرا من النقد يقال، ولا نقد يقال في الوقت نفسه، بمعنى أن المراجعات الصحافية ليست دراسات نقدية، لأن الدراسة النقدية يجب أن يتوفر لصحابها وعي تقني، وهذا لا يتم إلا بالاطلاع على الآداب الأجنبية وبالصلة الوثيقة بالتراث، بالإضافة إلى وجهة نظر خاصة بالناقد، وتساءل أيضا وهي نقطة في غاية الأهمية عن الطرف الثاني وهم “القراء”، فيجب أن لا نهمل هذا الطرف.
والتقى المتحاورون حول نقطة واضحة هي ضرورة وجود نقاد محترفين لا هواة، وأن ضعف الحركة النقدية ناشئ عن تصور الناس للنقد، لأن مفهوم النقد عند الكثيرين هو أنه سلم للمديح والإطراء، وانتهى البرنامج بمحاولة تحديد مستقبل النقد، وهذا كما اتفق عليه مرتبط بمستقبل الأدب، والذي هو مرتبط بتطور المجتمع سياسيا واقتصاديا وحضاريا.
عموما سيتعرف القارئ بعد عدة أيام على وضع النقد الأدبي في البحرين والأضواء التفسيرية والتحليلية التي ألقاها المشاركون.

كاتب بحريني