العدد 5374
الأحد 02 يوليو 2023
banner
خطة البعثات
الأحد 02 يوليو 2023

ليس مبنيًا للمجهول ذلك الذي نحن بصدد الحديث عنه، وليس معرفًا بأن ذلك المغزى الذي يقف وراء خطة البعثات التي يذهب أصحابها للدراسة في الخارج ناسين أو متناسين أن في البحرين جامعات خاصة على أعلى مستوى أكاديمي وتضاهي أعرق الجامعات العالمية. 
نحن لم ننطلق من فراغ، ولم نضع برامجنا التعليمية اعتباطا أو من دون قراءة مستفيضة لمعطيات أسواق العمل، تماما مثلما نحن كذلك على مستوى الاستيعاب المبرمج لحاجات طلابنا العلمية والأكاديمية، لن أعيد اجترار ما قلناه سابقًا، ولن نشغل تلك الأسطوانة التي لم تكن مشروخة في يوم من الأيام، حيث تحمل في ثناياها الكثير من الحقائق والمعطيات، كما أنها تؤدي رسالة علمية وتعليمية أمينة لم يكن الهدف منها والله العالم إلا مصلحة أبنائنا الطلبة والمحافظة علي فرصهم الذهبية في سوق العمل المكتظ بالمتغيرات والممسوس بالارهاصات، والمصاب بالارتباك. 
إن العمود الفقري وشريان الحياة في أية جامعة هو الطالب، ورغم أننا نمتلك من البرامج والمقررات ما يؤهل طلابنا لخوض التجربة بنفس مطمئنة وثقة متناهية في المستقبل إلا أننا نرى خطة البعثات وقد نأت بجامعاتنا الخاصة بعيدًا واكتفت بوضع الفرص في سلال جامعات أخرى.
وهو ما يجعلنا نؤكد ضرورة أن تقوم الدولة بمعاملة الجامعات الخاصة بالتساوي ووفقًا للمعايير المعمول بها في هذا المجال.
هنا يكمن التحدي، وهنا لابد وأن نعيد التذكير بل التدوير للفكرة وإعادة الكرة للمربع الأول الذي طالما ما نعود إليه مع مطلع كل عام أكاديمي جديد. 
إن الجامعات هي الواجهة الحضارية والثقافية لجميع الأمم، هي التي تبني العقول، وتملأها بالقيم والمثل العليا، وهي البنيان الذي تقوم عليه الصروح الإنسانية، والمنجزات التراثية، والأصول الفكرية، هي في جميع الأحوال وهذا ليس من اختراعي، مركزا للتنوير والاشعاع الحضاري والعلمي، وهو ما جاء في المادة الأولى من ميثاق العمل الوطني قبل أكثر من ٢١ عامًا، هو بتحديد أكثر يضعنا جميعا أمام التحدي الكبير لننشد العدالة في توزيع البعثات، وأن يكون ذلك واضحًا في الخطة السنوية، وفي جميع القراءات الاسترشادية والمشروعات المستقبلية. 
جامعاتنا الخاصة بخير وألف خير، الكثير منها يحظى بالاعتمادية الأكاديمية، وبالاعترافات الإقليمية والدولية، بل والتصنيفات المتقدمة جدا في معايير الجودة والترتيب الإقليمي والدولي العام والتزكيات المرحلية المعتبرة. 
لن نعيد اختراع العجلة من جديد، ولا نسعى لإثبات ما هو ثابت بالدليل والتجربة والبرهان الساطع، لكننا نذكّر ليس إلا، فالذكرى قد تنفع المؤمنين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية