لم يكن غريبًا على مملكة البحرين أن تكون هى السباقة فى السماح للجامعة الأهلية وبإجماع مجلس أمناء مجلس التعليم العالي برئاسة وزير التربية والتعليم رئيس المجلس محمد بن مبارك جمعة بالموافقة على استحداث برنامج الدكتوراه في الإعلام الرقمي وتكنولوجيا الاتصال وإدراجه ضمن برنامج كلية الآداب والعلوم.
لم يكن غريبًا أن تكون مملكة البحرين هى السباقة في دول المنطقة بمنح أعلى الدرجات العلمية في مختلف الآداب والعلوم والفنون حيث إنها كانت ومازالت وستظل مركزًا للتنوير والإشعاع بين شقيقاتها الخليجيات، وكنتيجة مباشرة لاعتلائها أعلى منصات جودة التعليم وفقًا لـ “التايمز” البريطانية و”كيو إس” العالمية والأمم المتحدة وغيرها على المستويين الإقليمي والدولي.
إن قرار مجلس أمناء مجلس التعليم العالي باستحداث هذا البرنامج المهم ما هو إلا خطوة مباركة على الطريق الصحيح من أجل وضع البحرين في مكانها وموقعها الريادي الطبيعي داخل أعضاء المنظومة العلمية الدولية وانعكاس ذلك على مكانتها في مجال الإعلام الرقمي وتكنولوجيا الاتصال تمهيدًا لأن نصل بقارب المنظومة إلى عوامل أكثر تطورًا وبلاد أكثر نماءً وتعليم أكثر مواكبةً مع ثورة الرقمنة الهائلة.
ويبدو من تسلسل القرارات وبقراءة متأنية لها فإننا نلاحظ ذلك التعاطي الرسمي مع التكنولوجيا الحديثة والأمن السيبراني وعلوم البيانات وإحداثيات الإسناد والمعلوماتية والحوسبة ما يؤكد على أن مملكة البحرين ذاهبة بعلومها وآدابها وفنونها إلى مراحل جديدة توفر من خلالها فرص العمل لخريجيها رابطة بذلك مخرجات التعليم بالأسواق شديدة التخصص والفرص الذهبية التي كانت عصية وصعبة المنال.
إننا اليوم وبكل فخر نستطيع أن نتحدث عن التعليم الأكاديمي ورأسنا مرفوعة، وعن إنجازاتنا في مجال التقنيات والبحوث والذكاء الاصطناعي وغيرها ونحن متأكدون من أن أساتذتنا وعلمائنا وطلابنا وأجهزتنا الرسمية على قلب رجل واحد من أجل أن يكون التعليم بل والتعليم العالي خصوصًا هو نقطة الانطلاق الحقيقية لتحقيق التنمية المستدامة والنماء والازدهار للوطن والمواطن.
لقد أحرزنا كجامعات خاصة خطوة مهمة على طريق الاعترافية الأكاديمية الوطنية والتي مهدت الطريق لنا نحو الاعترافية الأكاديمية الإقليمية والدولية التي من شأنها أن تضع مملكة البحرين في مركز دائرة الضوء بالنسبة للطالب الوافد من كافة بقاع العالم كى يتلقى علومه ومعارفه من قلب الخليج النابض ومن عمق مركزه التنويري في البحرين، إنها مناهج وبرامج تعليمية تلبي رغبات المعمورة بأسرها ولا تقتصر بأي حال على البحرين والمنطقة.