أنتج تياترو مصر الذي سمي فيما بعد بمسرح مصر بقيادة الفنان أشرف عبدالباقي الكثير من النجوم في الساحة الكوميدية، ويأتي في مقدمة هؤلاء الفنان علي ربيع الذي تميز بخفة الظل ورسم بصمة خاصة به في الكوميديا على مستوى المسرح.
يقدم ربيع مع زميله (أوس أوس) هذه الأيام على شاشة الفن السابع، وبمشاركات أخرى متواضعة لبعض زملائه من نفس المجموعة فيلماً بعنوان (بعد الشر)، يمتد لغاية (110) دقائق، ويأتي الفيلم بقصة تجانب الواقعية وحققت الفائدة المرجوة منها وأعني الكوميديا التي أراها هدفاً وحيداً كافياً لتقديم أي عمل، خصوصاً في ظل مشاكل الحياة وتعقيداتها، لكن باشتراط أن يكون العمل بعيداً عن الإسفاف والتخبط.
ورغم أنني أرى بأن ربيع لا يتقن اختياراته في بعض الأحيان، خصوصا في التلفزيون، ويجدر به أن يتأنى في اختياراته في هذه المرحلة المهمة من عمره الفني، إلا أنه على مستوى السينما وتحديداً مع هذا الفيلم فقد كان موفقاً من ناحية الكوميديا المقدمة التي يتقنها بطريقته المعروفة. ويعد (بعد الشر) فيلماً خفيفاً ومناسباً خصوصاً لموسم العيد، مع وجود بعض التحفظات التي جرت إلى الاعتقاد بأن الفيلم وكأنه حلقة من حلقات مسلسل “أحسن أب” الذي قدمه في العام 2021، بيد أن التكثيف في الأحداث وغنى الكوميديا فيه زاد من الفارق ما بين كونه فيلماً سينمائياً وبعض مواصفات وطبيعة الأعمال على الشاشة الصغيرة.
ويشارك في العمل الجوكر بيومي فؤاد، وذلك بكركتره المعهود وخفة دمه، ولطالما يذكرنا بيومي بالفنان القدير الراحل حسن حسني الذي كان يضيف على كل الأعمال التي يشارك فيها نكهة خاصة بتواجده، وقد حظي بيومي بكاريزما وحضور يتقبله ويستحسنه الجمهور بشكل عام على الشاشة، وتعتبر مشاركته في أي عمل إضافة نوعية، هذا من جانب، من جانب آخر كان من الأجدى ألا تكون مشاركات بعض الأسماء من مسرح مصر مثل الفنان محمد أنور متواضعة بهذا القدر في الكم والكيف؛ لأن إمكانياته الفنية أكبر من ذلك بكثير، وكان من المفيد أن تعطى الفرصة لبعض المواهب الجديدة التي تزخر بها الساحة الفنية المصرية ليقدموا ما لديهم من إبداعات بدل أن نحصر مشاركة فنان متمكن من أدواته وله تجاربه الجيدة في دور لا يضيف له شيئاً.

* كاتب وأكاديمي بحريني