العدد 5248
الأحد 26 فبراير 2023
banner
الاتعاظ من التجربة
الأحد 26 فبراير 2023

من الطبيعي أن يستفيد أي إنسان من التجربة، وعدم الاستفادة من أية تجربة يعد منقصة في حق أي فرد، وهو ما لا يقبله لا العقل ولا المنطق.


مر العالم بجائحة تعتبر الأقسى في عصرنا هذا، ألا وهي جائحة فيروس كورونا التي سطرت دروساً في العمل والتآزر، وعرفت الناس بمعلومات طبية كانت غير معروفة لدى الغالبية العظمى، وأبرزت أبطالاً في مواجهة هذه الجائحة، وكانت من بين جملة القصص القاسية المؤلمة خلال الجائحة هي تلك القصص المتسمة باللامبالاة من البعض ممن إما استهانوا أو تمرسوا الإهمال وعدم الإحساس بالمسؤولية، وبالتالي تسببوا في إصابة بل وموت آخرين في بعض الأحيان، ومنهم أقرب المقربين لهم.


وبعد هذه القصص، وانقشاع الجزء الأعظم من هذه الغمة عن العالم، مازال المرض مهدداً، لم ينته بعد، وقد يعود أضعف من ذي قبل أو قد يكشر عن أنيابه ليعود بقسوته المعهودة، ولربما أقسى بكثير.


تصل إلى مسامعنا هذه الأيام بعض الحالات الجديدة للإصابة بفيروس كورونا، ويعتبر ذلك طبيعياً، ويعد الإحساس بالمسؤولية الأساس في تخطي هذه المحنة، لكن نلحظ أن بعض الأشخاص مع إصابتهم وظهور بعض الأعراض عليهم سواء أعراض الإصابة بفيروس كورونا أو أية أعراض أخرى معدية، لا يبالون؛ فلا يلتزمون بالمكوث في البيت مثلاً وأخذ العلاج اللازم، أو عدم المصافحة وإبقاء اليدين نظيفتين، أو استخدام المعقمات أو ارتداء الكمامات، وما إلى ذلك من وسائل للحيلولة دون تسببهم في انتقال العدوى إلى الآخرين!


نعتقد أن هناك حاجة ماسة إلى أن يستمر الوعي، وأن يشعر الجميع بالمسؤولية، وذلك حتى لا نرجع إلى المربع الأول، ولا يتم التسبب بانتشار المرض مرة أخرى، فهو مجتمع واحد، كلنا نشكله، ومن الواجب علينا جميعاً أن نحافظ على سلامته بوعينا وتكاتفنا المعهودين.

*كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .