+A
A-

معظم الصراعات المدمرة وقعت بين أنظمة الدين الواحد طمعاً في الهيمنة

أشاد عضو مجلس حكماء المسلمين علي الأمين، بالرؤية الحكيمة لملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وما تمثله من رؤية متقدمة لأهمية التعايش السلمي بين جميع أصحاب الأديان، ضمن أسس ثابتة من المواطنة القائمة على تكريس المصلحة الوطنية في المقام الأول.
وتقدم بجزيل الشكر والامتنان إلى جلالة الملك المعظم على رعاية جلالته الكريمة لملتقى البحرين للحوار “الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني”.
وأكد الأمين، على هامش مشاركته في “ملتقى البحرين للحوار” أن الحوار بين الشعوب والأمم على اختلاف الديانات والثقافات يمثل سمة عصر الحضارة الحديث ودليل على الرقي الإنساني؛ لأنه النموذج الأمثل الذي يجب أن يحتذى في العلاقات بين الأمم والشعوب للوصول إلى الغايات المطلوبة.
وشدد على أن معظم الصراعات المدمرة في التاريخ القديم والحديث وقعت بين أنظمة ودول من الحضارة الواحدة ومن الدين الواحد في أحيان كثيرة، ولأسباب غير دينية تتمثل في حب السيطرة والهيمنة والثروات، لافتا إلى أن رسالة الأديان الأساسية هي في الدعوة إلى إقامة العدل بين البشر، ولو تم الاستجابة لها لانتهت معظم أسباب الحروب والعداوات.
وأكد ضرورة أن تبتعد فكرة الحوار بين أهل الأديان والثقافات والحضارات عن أحداث وقعت في الماضي؛ لأنها أصبحت في ذمة التاريخ ولم يكن للدين شأن في صناعتها، فليس المطلوب أن نعيد الماضي، بل المطلوب صناعة الحاضر والمستقبل بناء على المشتركات الإنسانية الضرورية لبقاء البشرية واستمرارها في العيش بسلام. وشدد على أهمية عدم تضييع الوقت في البحث عن أسباب الاختلاف، إنما يجب توجيه الجهود للعمل على إزالة الفقر والجهل والحرمان عن المجتمع البشري والعمل على صناعة السلام والأمن الحقيقي لكل أبناء البشرية، وهو ما يستدعي تحقيق فكرة التعايش السلمي بين الدول والشعوب، وهو ما يمثل ضرورة لاستمرار الحياة، عبر التعارف والتواصل، والذي يحتاج إلى حوار وثقافة تبنى وتنشأ السلوك الإنساني.
واختتم الأمين بالتأكيد على أن الحوار بين أهل الديانات والثقافات ضروري وحتمي؛ لتبديد المخاوف وإزالة الأخطار التي تهدد المجتمعات البشرية في بقائها واستقرارها، وهو المساعد على إيجاد نظام عالمي أكثر أمناً وسلاماً يقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والعدالة، عبر توفر دعم دولي لمثل هذه المؤتمرات والحوارات بين مختلف القيادات الدينية والثقافية.