العدد 4993
الخميس 16 يونيو 2022
banner
تباهي واستعراض بعض المسافرين
الخميس 16 يونيو 2022

منذ بدء التاريخ إلى الوقت الحاضر والإنسان بطبعه يميل دائما إلى التغيير والتجديد والترويح عن النفس، كالسفر خارج بلاده متى ما توافرت الظروف لتحقيق ذلك، وفوائد السفر لا تعد ولا تحصى وله مردود إيجابي كبير على جودة حياة الإنسان، وكما قال الكاتب الأميركي المعروف “مارك توين” إن السفر للخارج يقتل الانحياز والتعصب الأعمى وضيق الأفق.
إضافة إلى ذلك فإن السفر وسيلة من الوسائل المهمة التي تبعد الإنسان قليلا عن الرتابة والضغوطات والمشاغل اليومية والروتين القاتل والعمل المرهق المتواصل والتوتر والقلق وعن “لمزارد” بين الزوجين، فالسفر بكل أبعاده له فوائد جمة على صحة ونفسية الإنسان وتحسين مزاجه وتجديد طاقاته الإيجابية خصوصا عندما يكون برفقة المسافر أقرب المقربين له.
قديما كانت القلة القليلة من الناس في البحرين باستطاعتهم السفر للخارج باستثناء المواطنين المقتدرين ماديا أو الأثرياء أو المسؤولين، “وذاك من ذاك من الفقاره اللي يقدر يسافر” للعلاج أو نادرا للدراسة أو السياحة، وأولئك البسطاء كانت سفراتهم محدودة على دول الخليج العربي أو مصر أو الهند.
أما خلال السنوات التي تلت تلك الفترة أو نحو ذلك فقد تغير الحال كثيرا وأصبحت فكرة السفر مفتوحة لزيارة كل دول العالم، وأيضا صارت ظاهرة أو عادة سنوية أو موسمية عند البعض من شعب البحرين لسهولة التنقل من بلد إلى آخر بالاستعانة بمواقع السفر المطلوبة عبر “النت”، وذلك من أجل الاستجمام والراحة والاستكشاف والتبضع. 
وعليه من حق الناس أن تستمتع بحياتها وتعيش بسعادة وبهجة وفرحة كما تريد، وهذا هو الهدف الرئيس من السفر، لكن وفق السلوكيات المطلوبة بعيدا عن “لمفوشر والفشخرة والدلع” والتفاخر والتباهي والاستعراض والتركيز على تصوير “البلعة” التي يتناولونها من خلال المطاعم، ومن ثم القيام بنشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل مرفوض اجتماعيا، خصوصا “عندنه وايد من البحرينيين ما يقدرون يسافرون” بسبب ظروفهم المالية “ولبهم على مصاريفهم داخل الديرة”. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية