العدد 4988
السبت 11 يونيو 2022
banner
لا لتأجيل أقساط القروض للمرة السادسة
السبت 11 يونيو 2022

بداية، ندرك أن لدينا أعدادا كبيرة من الشعب أجبرتهم ظروفهم المعيشية والحياتية على الاقتراض من البنوك والمصارف التجارية لتيسير أمور حياتهم، في ظل تدني رواتبهم الشهرية ومعاشاتهم التقاعدية، وفي ظل أيضا ارتفاع أسعار كل ما يعرض في السوق المحلي، وصعوبة التأقلم مع هذا الوضع الاقتصادي المتعب.
هنا نتكلم تحديدا عن القروض الشخصية للأفراد، فمن غير المعقول المطالبة باستمرارية تمديد تأجيل القروض والهرولة نحو هذا الاتجاه، الأمر الذي بدوره ستترتب عليه فوائد مرتفعة وأرباح خيالية تمتد لسنوات قادمة، ودون شك سينعكس ذلك سلبا على حياة البحريني المقترض وأفراد أسرته مستقبلا، وسيقضي باقي حياته بصعوبة بالغة ومشاكل اقتصادية جديدة أثناء تسديد أقساطه الشهرية التي لا ترحم، وقد تصل الأمور إلى المحاكم، فمن الأفضل صرف النظر عن “سالفة” المطالبة أو حتى التفكير في تأجيل أقساط القروض الشخصية للمرة السادسة، فالمراحل السابقة التي امتدت منذ مارس 2020 حتى يونيو 2022 التي تم تأجيل القروض خلالها تعد فترة زمنية طويلة، علما أن المواطن المقترض الذي لم يتمكن من الاستفادة القصوى من تلك التأجيلات طيلة تلك المدة، وأن يحقق الهدف المرجو منها، لن يستطيع الحصول على أية فائدة جديدة تذكر، كما هي القصة الخيالية المشهورة التي حفظناها في المرحلة الابتدائية وبطلها الثعلب الذي دخل أحد البساتين بصعوبة من خلال فتحة صغيرة أسفل سور البستان ووجد ضالته وكل ما يحتاج إليه من “دياي وبش وبط وأرانب وفواكه وخضروات وماي ويوم أنترست دبته من هالخيرات وتسبح في ساب البرجه” أراد الخروج من نفس الفتحة التي دخل منها، وكأن تلك الفتحة تقول له “دا بعده”، المهم الثعلب حاول أكثر من مرة ولكن لم تنجح محاولاته بهذه السهولة التي كان يتصورها فقرر أن يمكث عدة أيام حتى ينهضم الطعام ومن ثم يعاود الكرة مرة أخرى، وبعد أن هزل جسمه و”فشت دبته وبزور لي زور وبطلعة روح مزق الثعلب” من تلك الفتحة التي دخل من خلالها وهو يتضور جوعا، وقال عبارته المعروفة دخلت فيك وأنا جوعان وخرجت منك وأنا جوعان. وعساكم عالقوة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .